10 سبتمبر 2025

تسجيل

نحن وصندوق الدنيا

18 يونيو 2016

حين كنت صغيرة كانت الدنيا كذلك، صغيرة جداً بالنسبة لي، ولا تشكو من العقد التي كان من الممكن أن تجعلها معقدة أيضاً، وهو كل ما كنت أفرح به في ذاك الزمن، غير أن الوضع لم يلتزم بما كان عليه؛ لتظل الأمور على حالها، خاصة وأننا نتغير ونكبر؛ لتكبر معنا صورة هذه الدنيا، التي تتسع رقعتها؛ لتشمل الكثير مما نستطيع تحمله وتفهمه وما لا نستطيع، وتظل مهمة التملص من كل ذلك مرتبطة بمواجهة كل ما يعترضنا، ومستندة إلى كل ما نمتلكه من خبرات نكتسبها بفضل التجارب التي نعيشها وتنقلنا من مكان لآخر، وهي تلك التي تصل إلينا بطرق مختلفة ووسائل متعددة، منها التلفاز أو(صندوق الدنيا) كما اعتدت أن أسميه حين كنت صغيرة وذلك؛ لأنه كان يحتوي على الكثير من البرامج التي كنت أدرك منها ومن خلالها حال الدنيا، وجديد ما فيها؛ لأحصد من بعد خبرة حياتية ساعدتني كثيراً، وتكونت بفضل ذاك الصندوق، الذي يجد من ينبذه بين الحين والآخر، على أساس أن ما يبثه من ضرر أكثر مما يحتويه من منفعة، والحق أن التوقف عند تلك النقطة يُنهي السطر؛ لينتهي الحديث حتى من قبل أن يبدأ، في حين أن المتابعة ستأخذنا إلى أماكن أفضل بكثير نستطيع من خلالها إدراك ما يمكننا به تحسين حياتنا وتغييرها للأفضل. إن ما أود قوله هو أن التلفاز سلاح ذو حدين، فيه الفائدة والمنفعة بقدر ما فيه من ضرر يمكن تجاوزه بتحديد ما نود الحصول عليه منه، وهي عميلة تعتمد على الغاية التي نجري خلفها؛ لتقع كامل المسؤولية علينا وعلينا فقط، فإن كانت طيبة تبحث عن الجيد فحسب، فستتلاشى المخاوف الحقيقية من صندوق الدنيا وما يتقدم به لنا من أعمال مختلفة وهادفة لا ترجو سوى تطوير المتلقي، ولكن متى كانت الغاية مُخالفة لكل ما قد سبق فلاشك أن ما سنحصده لاحقاً سيكون سيئاً للغاية، ولن يُضيف إلى القائمة سوى هدر الوقت كل الوقت حتى نفيق ويعود الصواب إلى صوابه مرة أخرى.وماذا بعد؟إن كل ما يتمتع بشيء من الفائدة يستحق منا متابعته، فإن وفرت البرامج التلفزيونية ذلك عن طريق ما تقدمه فلاشك أننا سنهرع إليها بكل ما تحتويه، وإنها لدعوة صادقة؛ لاكتساب الجديد والتعرف على المفيد، ويبقى أن يدرك كل واحد منا معنى الفائدة ويُعرفها على خير وجه، فليس كل ما يُقدم يستحق التقديم، وليس كل ما يُعرض يستحق منا الترويج له.أحبتي: لقد تعمدت تسليط الضوء على هذا الموضوع بعد أن لاحظت توجه بعض الأفراد وانشغالهم بصندوق الدنيا من جهة، ونبذ سواهم له من جهة أخرى دون أن يدركوا طبيعة ما يُقدم، ويستحق منا التطرق إليه؛ لمعرفة فائدته، التي من الممكن أن تُغير حياتنا للأفضل متى أدركنا ما يجدر بنا متابعته وأهمية أن يكون ذلك باعتدال، وهو ما تعرفنا عليه من خلال ردودكم التي تُنعش صفحة (الزاوية الثالثة) كما جرت العادة ويستحق المتلقي الفوز بفرصة التعرف عليها أيضاً، وعليه إليكم ما هو لكم أصلاً. من همسات الزاويةأن يسطع نجمك يعني أن تعلو وترتقي، وأن ترتقي يعني أن تتقدم بخطوات جريئة لم يسبق لها مثيل، وأن تُحقق ذلك يعني أن تقبل بالتغيير، الذي تستطيع الحصول عليه من كل ما يُحيط بك؛ لذا رحب بكل جديد يملك فائدة يمكنها إحداث كل ما قد سبق، ولا تحصر نفسك في زاوية واحدة، بل وسع دائرتك، وتنقل من مصدر لآخر حتى تجد ضالتك ودون أن تستخف بأي مصدر يمكنه تحقيق ذلك لك.