11 سبتمبر 2025

تسجيل

من أسباب العجب : نسيان المنهم والصحبة الفاسدة

18 يونيو 2016

مر بنا في المقال الفائت أن من أسباب العجب :3- النشأة والتكوين:4- الإطراء والمدح في الوجه دون مراعاة للآداب الشرعية المتعلقة بذلكواليوم نقف عند سببين آخرين:السبب الثالث وهو : صحبة نفر من ذوى الإعجاب بأنفسهم : وقد يكون السبب في الإعجاب بالنفس إنما هي الصحبة والملازمة لنفر من ذوى الإعجاب بأنفسهم.الإنسان شديد المحاكاة والتأثر بصاحبه لا سيما إذا كان هذا الصاحب قوى الشخصية ذا خبرة ودارية بالحياة وكان المصحوب غافلا على سجيته يتأثر بكل ما يلقى عليه وعليه فإذا كان الصاحب مصابا بداء الإعجاب فإن عدواه تصل إلى قرينه فيصير مثله ولعل هذا هو السر في تأكيد الإسلام على ضرورة انتقاء واختيار الصاحب لتكون الثمرة طيبة والعواقب حميدة، وقديما قالوا: الصاحب ساحب . أي يجر صاحبه إلى ما يضره أو ينفعه.وأما السبب الرابع من أسباب العجب فهو: الوقوف عند النعمة ونسيان المنعم : إن هناك صنفا من السالكين إلى الله عز وجل إذا حباه مولاه نعمة من المال أو علم أو قوة أو جاه أو نحوه وقف عند نعمة ونسى المنعم وتحت تأثير بريق المواهب وسلطانها تحدثه نفسه أنه ما أصابته هذه النعمة إلا لما لديه من ولا يزال هذا الحديث على حد قول قارون :(( إنما أوتيته على علم عندي )) ولا يزال هذا الحديث يلح عليه حتى يرى أنه بلغ الغابة أو المنتهي ويسر ويفرح بنفسه وبما يصدر عنها ولو كان باطلا وذلك هو الإعجاب بالنفس . ولعل هذا هو السر في تأكيد الإسلام على أن مصدر النعمة أي نعمة إنما هو الله عز وجل : { وما بكم من نعمة فمن الله .....} وقال تعالى{ والله أخرجكم منبطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم سمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون } وقال أيضا {ألم ترو أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنه}.{يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم }.بل وعلى أن يناجى المسلم ربه كل صباح ومساء قائلا ثلاث مرات: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر)من أسباب العجب: حب الصدارة ، والغفلة.