20 سبتمبر 2025

تسجيل

ماهية الاتحاد الخليجي!

18 يونيو 2014

في بداية القرن الماضي، طرح أحد كبار السياسيين، وهو "نيكولاس كراف كلرجي" خطة ،يتم بموجبها تحقيق الوحدة الأوروبية على أربع مراحل، الأولى: تتمثل في الإعداد وعقد مؤتمر يفسر ويعزز أهمية الإيمان بالوحدة، ومستقبل التحالف بين الدول الأوروبية ، الثانية: إبرام معاهدة تستهدف إقامة نظام أو هيئة ملزمة للتحكيم، تلجأ إليها الدول الأوروبية لحل خلافاتها، والثالثة: إقامة اتحاد جمركي بين الدول الأوروبية، والرابعة: بلورة وصياغة وإعلان دستور أوروبي يتوج الوحدة الأوروبية ويجسدها. وقد تبدو كل هذا الاطروحات، التي تعتبر أرضية خصبة يمكن أن يبنى عليها، هي مجرد ترف غير قابل للطرح والتفاعل بين السلطة الحاكمة والنخب والمؤسسات والشعوب، عندما يتم طرح مسألة الوحدة الخليجية بشقيها الفيدرالي او الكونفدرالي، ناهيك عن أن ماهية شكل الوحدة ليس عليها اتفاق، وليس لها محل من الإعراب في القاموس السياسي في دول مجلس التعاون الخليجي؟! ويبدو أن الحملة الإعلامية "البراباجاندا" التي انطلقت مدوية بداية السنة الحالية، انكسرت على مرارة الواقع في قضية سحب السفراء الثلاثة لأول مرة في تاريخ المجلس؟!هناك خلافات حقيقية بين دول المجلس، ولم يعد بالإمكان إخفاؤها أو التستر عليها أو معالجتها في الغرف المغلقة؟! تكمن الخلافات -كما يشير الدكتور غانم النجار- بأنها في مجملها تتمثل في الإحساس بعدم الأمان داخل المنظومة، وبمشاكل حدودية مزمنة، وتحالفات إقليمية ودولية صارت أكثر أهميةً من التماسك الداخلي للمجلس. وينتج عن ذلك بالطبع حالةٌ مفرطةٌ من عدم ثقة دول المجلس بعضها ببعض. ويقترح النجار أنه إذا أراد القائمون على المجلس استمراره لإبقاء «الضرورة الشكلية»، فعليهم إعادة النظر في الخوف وعدم الثقة بين دول المجلس، وإعادة ترتيب الحدود بشكل "أخوي" عادل، ثم البدء ببرنامج مكثّف لإعادة بناء الثقة، ومن ثم البدء بالتحرك جماعياً على الأمن المشترك انطلاقاً من تعزيز وتطوير نظم حكم منفتحة ومرتبطة بالناس، وإلا فإن بقي المجلس أو ذهب مع الريح، فإن الأمر لن يعدو عن كونه أرقاماً زائدةً أو ناقصةً لا فرق؟! رئيس مجلس الأمة الكويتي السابق احمد السعدون قال في تصريحات متزنة وعاقلة، إننا نخادع أنفسنا إذا قلنا انه يمكن أن نصل إلى اتحاد حقيقي بين دول الخليج، دون أن يكون هناك قدر من التنازل من الأنظمة السياسية لشعوب المنطقة.