11 سبتمبر 2025

تسجيل

زاوية صالحة للنقاش 2

18 يونيو 2012

كل دقيقة تمتد نحونا تمدنا بجديد يختلف عن كل ما سبق لنا وأن تعرفنا به، وما حدث هو أنني قد وعدتكم باللقاء الأخير الذي جمع بيننا، بأن نناقش موضوع خسارة الأحباب وكيفية تجاوز ذلك هذه المرة أيضاً. وذلك لتشعب الموضوع، واتساعه لدرجة لا تكتفي بطرحه مرة واحدة فقط؛ لأنه يتناول الكثير من المشاعر الممزوجة، والكثير من الذكريات المشتركة، والكثير من اللحظات التي لا يمكن تلخيصها أصلاً مهما مضى من الزمن. وكل ما سبق وأن ذكرته عبارة عن مجموعة من الحقائق التي تأكدت لي حين غرقت وسط كومة من الرسائل حملت بين طياتها الكثير والكثير مما سنتشارك به، ومما اعتذر وبشدة عن عدم تمكني من نشره مع احترامي الشديد لكل من تقدم لنا بشيء من روحه؛ لأن المساحة لا تكفي بتاتاً، ومشاعركم أسمى من أن يتم تلخيصها وتخليصها ضمن صفحات فقط. إن الحديث عن الأحبة يلامس جانباً إنسانياً عظيماً يغفله البعض، ويتجاهله البعض الآخر وللأسف، رغم أنه الجانب الأهم الذي ترتكز وتقوم عليه شخصياتنا الحقيقية؛ لأنه يُظهر روعة ما نتمتع به من إنسانية تختفي ملامحها وسط نبضات الحياة السريعة التي نحياها، ونمر بها في كل لحظة تشهد أي تطور نُقدم عليه، ونسعى إلى تحقيقه. وهو ما نقوم به بشكل متكرر حتى نحسب بأنه الجزء الأهم منا، في حين أننا نتمتع بما يُشرفنا إنسانياً، ولكنه لا يظهر للعامة أو الخاصة إلا بخسارة تشحذ منا ضرورة الكشف عن كل ما نملكه من إنسانية. أيها الأعزاء ان ما خرجت به من كل تلك الرسائل العظيمة يتشابه في الملامح العامة، وان كانت الملامح الخاصة (خاصة) وتميز كل شخص عن الآخر؛ لأن الخسارة لا تُعد كذلك إن لم تكن لمن تعلق به القلب، وعُلقت عليه كل الآمال التي ترحل برحيل من نحب. وهي الحالة التي تصيبنا ونتعرض لها دون ان نختار ذلك، فهي كل ما قد قدره الله وكتبه لنا، ولكن القدرة على معايشتها تتفاوت وتختلف من قلب لآخر، فما يستطيع تحمله الأول، يصعب على الثاني تحمله أو حتى ادعاء ذلك، وتغيب عن غيرهما كيفية فعله متى وجدت الرغبة الحقيقية فيه، حتى لنصل إلى حقيقة واحدة نخرج بها من بين تلك الأنماط وهي: أن الحياة لا تقف على إنسان، ولكنها تبدأ من الإنسان الذي نمثله ونشكله ونعبر عنه، وفي المقابل فإنها لا تنتهي إلا حين يأخذ الله أمانته، ونودع الحياة الدنيا، وتنتهي حياتنا، وهو ما يعني أيضاً أن تدفق العطاء لا يقف ولا ينضب طالما ان القلب ينبض ويستطيع مد من حوله بكل ما يملكه من عطاء، وهو ما نقوم به من أجلنا ومن أجلهم ومن أجل الجميع، بدلاً من التسليم لحزن لن يعود بالنفع علينا، بل على العكس سيأخذ من صحتنا الجسدية والنفسية الكثير؛ لينتهي بنا الأمر ونحن لا نملك ما نقدمه لمن مازال يعتقد بأن الحياة جميلة لوجودنا فيها. اليوم ومن خلال الزاوية الثالثة سنستعرض رسائلكم عليكم ولكم ومن أجلكم؛ وذلك كي تعم الفائدة على الجميع، فإليكم. همسة ود متابعة الحياة تجعلنا ندرك قيمة وجودنا فيها، وعليه فلنقدم كل ما نستطيع تقديمه من أجلنا ومن أجل كل من نحب