11 سبتمبر 2025

تسجيل

التنظيم ونهاية المطاف

18 يونيو 2012

يضعنا التكرار أمام جملة من الخيارات على رأسها (خيار الإنصات التام)، الذي يجبرنا على التركيز وبشدة دون أن نقبل بمقاطعة تقطع الطريق على أي خيار آخر كي يكون، وهو ما قد فُرض علينا الفترة الماضية حين تكررت كلمة (التنظيم) في المقالات السابقة، وامتدت بنا حتى وصلنا إلى المرحلة الأخيرة التي ستطل بها علينا فيها هذه المرة؛ لتفرغ ما بجعبتها وتمدنا بجديد نسأل الله أن يكون أكثر فائدة من كل ما قد سبق وأن قدمناه لكم. لقد ذكرت فيما ذكرت أن التنظيم هو مفتاح الإصلاح والتحسين، وهي الحقيقة التي لن نختلف عليها بتاتاً، فهي الحاجة التي تحقق لنا رغباتنا متى كانت، إذ إن كل خطوة نقوم بها تحتاج لشيء من التنظيم يبدأ بفكرة تستحق المبادرة؛ لتتحقق وترى النور متى وافق ذاك التنظيم القليل من الدعم والاهتمام، دون أن يعني ذلك أن الأمر لا يتطلب إلا ما قد سبق كي يكون، فمخرجاته تعتمد على مدخلاته، مما يعني أن النهاية تتحكم بها البداية منذ البداية، فإن كانت المدخلات تُلخصها كلمة واحدة وهي (سيئة)، فمن الطبيعي أن تكون المخرجات كذلك (إلا ما رحم منها ربي)، خاصة حين تكون المبادرات والجهود غير كافية، وليست في محلها الصحيح، وهو ما يكون حين لا يأخذ موضوع التنظيم مساحة كبيرة من التفكير، وهو الأمر الذي وإن تحقق فإنه لن يجد نصيبه؛ ليُدرَك فيؤخذ بعين الاعتبار، ويعود ذلك إلى الفكرة الوهمية التي تُقنِع من ستُقنِع بأن الأمور مكررة ولا تتطلب تنظيماً جديداً كل مرة، ولكن ما يحدث أن ما يرفضه الوضع في تلك المرحلة لا يمت للتنظيم بصلة، فكل الأمور حين تُنظم تخرج رائعة وموفقة ومنطلقة نحو أهدافنا المرجوة، في حين أن الوضع يختلف عن ذلك حين يغيب التنظيم الجيد؛ ليحل محله ما يلخص كامل العملية بكلمة واحدة هي (سيئ)، ووحده هذا الأخير ما يجعلنا نفتقد قيمة ما نقوم به من عمل؛ لنقدمه كل مرة دون أن ندرك حقيقة ما قد قدمناه أصلاً. إن كل شيء في الحياة بحاجة لتنظيم جاد، يبدأ من الأعماق؛ ليخرج صحيحاً، وكل ما شهدناه على مر العصور قد بدأ من لحظة طل فيها التنظيم الجاد، وقرر صاحبه أن يرافقه ويلازمه كل الوقت؛ كي يحقق غاياته التي أخذت من الواقع حيزاً حقيقياً (تحقق له) حين ركز على تنظيم ما يود تقديمه. خلاصة القول نحن لا نريد مخرجات بسيطة جداً، وغير كافية، ولا قدرة لها على التعبير عن الطاقات الحقيقية والأصيلة التي نمتلكها؛ لتظهر للعامة على أنها كل ما نملكه، بل على العكس نحتاج لطاقات فذة تبذل قصارى جهدها، وتُحسن التنظيم؛ كي تبين للعالم كله حقيقة ما نملك، وهو ما لا يعتمد على رتبة معينة، أو مناصب عالية تنصبُّ عليها فقط مسؤولية فعل كل ذلك، بل على كل فرد منا مهما كان دوره في الحياة، ومهما كانت مهامه والتزاماته فيها؛ لأنه يمثل المجتمع بحكم أنه منه وفيه، وهو من سيقطف ثمار كل ما يبذله من جهد، فالحق أنه ما سيعود عليه وعلى الجميع بفائدة عظيمة جداً، ستميزه وستجعل منه رمزاً من رموز العطاء. وأخيراً تذكّرْ أن لوجودك قيمة تدعمها أنت بعلمك وعملك، ومن قبل كل شيء بخلقك، وعليه كنْ أنت وقدم كل ما يتوجب عليك تقديمه بكثير من التنظيم والاهتمام، فالجزاء من جنس العمل.