22 سبتمبر 2025
تسجيلبعد أسابيع من أجواء التوتر والتصعيد في الخليج وازدياد المخاوف من اندلاع حرب مع إيران، بدأت الولايات المتحدة تتجه إلى تهدئة الأمور، حيث مثلت الكثير من الإشارات والرسائل الواردة من واشنطن رغبة في تجنب الحرب، وكان أبرزها تصريحات الرئيس الأمريكي أمس لدى استقباله نظيره السويسري أولي ماورر في البيت الأبيض والتي عبر فيها عن أمله في تفادي الحرب مع إيران. وتعزز ذلك التوجه إشارات أخرى، أبرزتها وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية، ومن بينها مجلة تايم، وصحيفة نيويورك تايمز التي أكدت أن الرئيس الأمريكي أبلغ وزير الدفاع بالوكالة باتريك شناهان أنه لا يريد حرباً مع إيران. ورفعت حدة التوتر التي زادت خلال الأيام القليلة الماضية بين كل من طهران وواشنطن، المخاوف من اشتعال حرب جديدة في المنطقة، بعد أن قررت إدارة ترامب فرض عقوبات جديدة على إيران، وما تلا هذا القرار من إرسال الولايات المتحدة حاملة طائرات وقاذفات من طراز «بي 52» إلى الشرق الأوسط للتصدّي لمخاطر هجمات إيرانية قالت إنها وشيكة. إن الحاجة أصبحت أكثر إلحاحاً إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، إذ إن اندلاع حرب من هذا النوع في هذه المنطقة شديدة الحساسية، والتي تعتبر مزوداً رئيسياً للعالم بالنفط والغاز، من شأن آثارها أن تمتد إلى كل أنحاء العالم، فضلاً عن أن الحرب قد تطول كل الشرق الأوسط كالنار في الهشيم، ولن يقتصر مداها على السعودية وإسرائيل فقط، أكبر قُوَّتين مُعاديتين لإيران في المنطقة، بل ستصل أيضاً إلى العراق وسوريا ولبنان واليمن ومختلف دول الخليج. حسنا أن الحكمة بدأت تسود، فالمنطقة لا تحتاج إلى مزيد من النار، ففيها ما يكفي من النزاعات وبؤر التوتر التي لا تزال تشكل جروحاً غائرة في جسد الأمة.