قمة حماية الأرواح والمقدسات

تأتي مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي التي ستعقد اليوم بمدينة إسطنبول، بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لتؤكد اهتمام دولة قطر بتطورات الأحداث المصيرية التي تشهدها دولة فلسطين وعلى رأسها نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس والمجزرة الإسرائيلية بحق المدنيين العزل في قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد 62 فلسطينياً وجرح أكثر من 2700 آخرين يوم الاثنين الماضي بعد أن أمطرتهم القوات الإسرائيلية بالرصاص الحي أثناء احتجاجات سلمية على حدود قطاع غزة على نقل السفارة الأمريكية، والذكرى السبعين للنكبة. وإذا كانت القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى، فإن تلك الأحداث التي تشهدها دولة فلسطين تتطلب وقفة استثنائية لحماية المقدسات والأرواح في دولة فلسطين التي اجتاحتها عصابات من قطعان صهيونية نجحت في ابتلاع دولة عربية تضم مقدسات اسلامية ومسيحية وتسعى للقضاء عليها مستغلة تفكك وضعف الأمة العربية والاسلامية. إن الشعوب العربية والاسلامية، بل وشعوب العالم الحر التي ناصرت القضية الفلسطينية من أمريكا اللاتينية إلى أقصى آسيا، تترقب من قادة العالم الاسلامي المجتمعين اليوم موقفاً يرتقي إلى مستوى الدم الذي سال دفاعاً عن القدس ولتأكيد حق العودة إلى فلسطين، وهو ما يحدو بالقمة إلى الخروج بقرارات تتجاوز الشجب والإدانة إلى خطوات عملية تتراجع معها الولايات المتحدة عن الانحياز المطلق إلى الاحتلال الاسرائيلي وإنهاء المظالم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وتأكيد حقوق الأمة في مقدساتها.