11 سبتمبر 2025
تسجيلكانت التغطية الكبيرة والواسعة التي قامت بها الصحافة الدولية ووسائل الإعلام الإخبارية العالمية بفوز عمدة لندن الجديد صادق خان مثيرة للاهتمام، وخاصة أنه يعتبر أول رئيس بلدية مسلم لعاصمة غربية أوروبية. صادق خان هو خامس 8 أبناء لأبوين هاجرا من باكستان، وعاش الجميع على نفقة هيئة الرعاية الاجتماعية في بيت من 3 غرف بحي شعبي في جنوب لندن، اشتغل والده طوال 25 سنة قبل وفاته في 2003 سائقاً لباص عمومي، ووالدته عملت خياطة بالقطعة. الجدير بالملاحظة أن فوز خان أفسح لظهور وجوه مسلمة شابة في صفوف حزب العمال البريطاني، حيث فازت المحامية التي تنحدر من أصول يمنية جنوبية، إبتسام اليافعي، بمقعد المجلس المحلي لمدينة شفيلد البريطانية عن حزب العمال وبأغلبية ساحقة، كسبت «اليافعي» ثقة الناخبين الإنجليز بكل أطيافهم، ويتوقع لها قيادات وأعضاء حزب العمال أن تصل إلى البرلمان البريطاني (لورد) مستقبلا، فهي تمتلك قدرات كبيرة وخبرة عميقة في العمل الإداري والإنساني. هناك تحول في المشهد مع صعود دور النماذج المسلمة المشرفة في البلدان الغربية والتغطية من قبل وسائل الإعلام المحلية والوطنية العاملة فيها (National Media)، مقابل النماذج سيئة الذكر والتي ارتبطت بالجماعات الإرهابية والتطرف والقتل والذبح بالسكاكين التي تركز عليها وسائل الإعلام الإخبارية العالمية (International News Network )، التي لديها أجندات مختلفة ومغايرة. أغلبية الدراسات الأكاديمية التي تناولت دراسة الصورة النمطية، تشير الى أن معظم وسائل الإعلام الكبرى (Mainstream Media)، في الغرب بشكل عام والإعلام الأمريكي بشكل خاص، وربما بوعي أو دون وعي منها ساهمت بشكل مباشر في تنميط صورة العرب والمسلمين وخصوصا من خلال انعدام السياق التاريخي في تناول وتحليل القضايا المصيرية التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط ووجود تفسيرات مزدوجة ومعقدة تحاول استيعاب الجغرافيا السياسية، والثقافة، والدين، والفكر، مما يؤدي إلى صناعة صورة نمطية مقلوبة ومشوهة ومتكررة تعود للبروز مع كل حدث له آثار جانبية سلبية. والسؤال هل نحن مقبلون على مرحلة جديدة من التغطية الإعلامية أكثر اتزانا، سواء في الإعلام الغربي أو العربي؟ أما أن هذا الموضوع لا يزال مبكرا؟!