19 سبتمبر 2025

تسجيل

ليبيا وتحديات ما بعد الثورة

18 مايو 2014

تكشف المعارك التي انفجرت في بنغازي عاصمة الثورة الليبية، واسفرت عن مقتل العشرات يوم الجمعة عن التعقيدات الكثيرة في المشهد الليبي وكذلك التحديات الكبيرة التي تواجه الشعب الليبي وقادته في تأسيس وارساء قواعد الحكم الديمقراطي في مرحلة ما بعد رحيل نظام معمر القذافي.ويبدو واضحا ان السلطات الليبية لا تزال عاجزة عن فرض سيطرتها على الاوضاع في البلاد في ظل وجود العديد من الكتائب والجماعات المسلحة التي ترفض نزع سلاحها خصوصا بسبب الاجواء التي تتسم بانعدام الثقة بين التيارات السياسية في البلاد.لقد ظلت مدينة بنغازي أسيرة لصراعات بين مجموعات وكتائب مسلحة، حيث شهدت العديد من الاشتباكات والاغتيالات وعمليات التصفية التي طالت ضباطا بسبب انتشار السلاح، حيث جاءت المعارك الاخيرة بين اللواء المتقاعد خليفة حفتر من جهة وجماعات مسلحة من الثوار من جهة اخرى كنتاج لافرازات ضعف الدولة. وبينما يقول اللواء حفتر انه يحارب جماعات متشددة، نددت السلطات الليبية ممثلة في الحكومة والمؤتمر الوطني العام بالحملة التي يشنها حفتر في بنغازي ووصفتها بانها "محاولة انقلاب" على الشرعية باعتباره تحرك خارج اطار الدولة بهدف ضرب الثورة والعودة للديكتاتورية التي ثار عليها الشعب.ان العمل على زعزعة الاستقرار في ليبيا، هو هدف لن يكون في صالح اي طرف من الاطراف المتصارعة، وآخر ما يريده الشعب الليبي هو العودة مرة اخرى الى عهود الديكتاتورية والاستبداد مثلما كان الوضع في ظل النظام المخلوع.لا طريق امام الشعب الليبي الذي حقق اعظم انتصار في الاطاحة بنظام القذافي، غير الحوار الجاد بين التيارات السياسية المختلفة التي شاركت في الثورة واطلاق مبادرات تعزز اجواء الثقة والتصالح بين كل الاطراف والعمل سويا لمواجهة التحديات الكبرى والانتقال الى بناء مؤسسات الدولة التي تعبر عن كل ابناء الشعب.