12 سبتمبر 2025

تسجيل

الإنتاج بين الحق والواجب

18 مايو 2012

لا يختلف الحق عن الواجب، طالما أننا نتحدث عنه من تلك الزاوية التي تشملنا، بمعنى أن الحق يكون كذلك حين نطالب به، ويكون واجباً حين نُطالب به، والحق الذي نطالب به دوماً يكون بأن نأخذ ما لنا على خير وجه يمكن بأن يُقدم به، والعكس وارد وصحيح، مما يعني أن كل ما يخرج منا لغيرنا لابد أن يكون بجودة ما نتمنى أن يصلنا منهم، وهو ما يعتمد على (العطاء) الذي يتوجب عليه أن يكون نقياً وخالياً من كل ما يمكن أن يؤثر عليه، أو يتسبب بوصوله ناقصاً أو مصاباً بأي خدش يمكن أن يقلل من قيمته. العطاء مرحلة من مراحل (الإنتاج) الذي يمكن أن يتعرض لكثير من المنغصات التي تؤثر عليه، ومن ثم تقلل من فرص الانتفاع به، كالوضع النفسي الذي يتصدر قائمة تلك المنغصات، ويلعب دوراً خطيراً يتمكن من البعض منا أحياناً، حتى يصل الأمر لدرجة التعبث به، ولا يقف الأمر عند حد العطاء فحسب، بل انه يمتد حتى يصل إلى (قدرته على الإنتاج)، تلك التي تهتز وتفعل الأمر ذاته بمن حوله، وهو كل ما يخلق حالة من القلق تمتد وتصل به إلى حالة من الكآبة تجعله يرى الحياة بلون شاحب لا جمال فيه بتاتاً، وهو ما سيجعله فيما بعد يفتقد البهجة، ولا يسعى للبحث عنها بتاتاً، مما يجعل كل شيء يحصل عليه؛ ليأخذه وفي المقابل بلا قيمة، الأمر الذي يجعل عملية إنتاجه لكل ما يقوم به من باب الواجب فحسب، ودون هدف يُذكر؛ لتجده وفي نهاية المطاف ينتج وينتج دون أن يدرك ما يفعله، أو ما يسعى إلى فعله، وهو كل ما قد يبدو هيناً في البداية بالنسبة لمن لا يعاني من ذلك، ولكنه سيشكل مشكلة حقيقية حين يتفاقم الأمر، ويخرج عن السيطرة. إن الواجب الذي يقع على عاتق كل مسؤول يتحلى بكثير من المسؤولية هو مراقبة الإنتاج بكل ألوانه وفي كل اتجاهاته التي سينصب بها، وهو ما يتطلب (صحوة صاحب الإنتاج) نفسه، وإن كان ذلك في صيغته الفردية، فمراقبته لنفسه ومنذ البداية ستوفر عليه الكثير من الجهد، وستحميه والبقية من كل الخسائر المتوقعة، والتي يمكن أن يعاني منها الجميع لاحقاً، فهذا الوضع النفسي بعيداً عن التوغل في تفاصيله الدقيقة، يبدأ صغيراً؛ ليحتقره البعض، ويقلل من حجمه الذي سيتجبر فيما بعد؛ ليصبح مشكلة حقيقية سيعاني منها الجميع وكل من سلم للأمر دون أن يقف أمامه؛ ليعترض عليه الطريق ويوقفه عند حده. أيهاء الأعزاء إن هذا الموضوع الذي سنسلط عليه الضوء هذا اليوم يحتاج منا حيزاً نطل من خلاله؛ لندرك ما يمثله بالنسبة لنا حتى وإن جاء ذلك في صورة فردية لاشك ستوضح لنا ما يستحق التوضيح، وستساعدنا على تفهم الوضع كاملاً، فإليكم ما هو لكم أصلاً.