24 سبتمبر 2025

تسجيل

خطاب الكراهية

18 أبريل 2022

يشكل إقدام متطرفين على حرق نسخ من المصحف الشريف في مدينة مالمو بمملكة السويد، استفزازا جديدا متعمدا وخطيرا لمشاعر أكثر من ملياري مسلم حول العالم، وهي ليست المرة الأولى التي نشهد فيها مثل هذه الأفعال المشينة والمعادية للإسلام، والتي تأتي في إطار حملات مستمرة لاستفزاز المسلمين، حيث ازدادت وتيرة الإسلاموفوبيا في المجتمعات الغربية، وانعكس ذلك في مثل هذه الجرائم التي تشكل نموذجا لازدراء الأديان والاعتداء على قدسية الاعتقاد الديني والإساءة لها واستفزاز أتباعها. لقد أدانت دولة قطر في بيان هذه الواقعة الشنيعة واعتبرتها عملاً تحريضياً واستفزازاً خطيراً لمشاعر المسلمين، وأكدت رفضها لكافة أشكال خطاب الكراهية المبني على المعتقد أو العرق أو الدين، محذرة من أن الخطاب التحريضي الشعبوي شهد منعطفاً خطيراً باستمرار الدعوات المؤسسية والممنهجة لتكرار استهداف المسلمين في العالم. إن الاستمرار في مثل هذه الأفعال الشنيعة من شأنه أن يعرقل الجهود العالمية المبذولة والتي تقودها كبرى المؤسسات الدينية لتعزيز الحوار بين الأديان وإشاعة قسم التسامح والتعايش والتأكيد على احترام المعتقدات، والعمل المشترك للتصدي لمثل هذه الجرائم القبيحة والعنصرية البغيضة التي تترفع عنها كل الحضارات الإنسانية، والتي تؤجج نيران الإرهاب الذي تعاني منه كافة الشعوب في الشرق والغرب. ولعل دولة قطر وانطلاقا من دعمها الكامل لقيم التسامح والعيش المشترك، وحرصها على إرساء مبادئ الأمن والسلم الدوليين، قادت العديد من المبادرات المشهودة التي تعزز هذه القيم، وهي تطالب المجتمع الدولي اليوم بالنهوض وتحمّل مسؤولياته لنبذ الكراهية والتمييز والتحريض والعنف، والعمل على حل جذري لجدلية العلاقة القائمة بين حرية الدين أو المعتقد، وحرية الرأي والتعبير من خلال الحوار والتفاهم المشترك، وصولا إلى بيئة صحية يعيش فيها الجميع على اختلاف ديانتهم ومعتقداتهم.