30 أكتوبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تغتنم إسرائيل الأحداث التي تمر في الشرق الأوسط لصالحها، آخرها في سوريا. وإسرائيل لا تريد أن تورط نفسها في خوض صراع أو الوقوف ضد أي جانب لا يعود عليها بالمصلحة، كما أن تحركات إسرائيل من منطلق أمني وإستراتيجي، ودلالة على ذلك فمنذ بداية الأزمة السورية وإسرائيل اتخذت موقفا وسياسة واحدة لم تتغير، وهي عدم التدخل أو الانحياز لأي جانب دون آخر، وهو درس تعلمته من تدخلها في الحرب الأهلية اللبنانية.إسرائيل استفادت ولا تزال تستفيد مما يحصل في سوريا، دون تدخلها بأي شكل من الأشكال، فعلى سبيل المثال مقاتلين حزب الله الذين يحاربون بجانب الأسد في سوريا سقط عدد كبير منهم في معارك متفرقة في سوريا، أي استنزاف الطاقة البشرية والعسكرية لحزب الله، ما يعني إضعاف وإجهاد حزب الله بعيدًا عن إسرائيل. الاستفادة الأخرى لإسرائيل هي من خلال روسيا، فروسيا هي الداعم الأساسي لنظام بشار الأسد، وبالتالي فلدى روسيا تأثير وورقة ضغط على النظام السوري والأطراف الداعمة له، مما يعني حماية إسرائيل من أي عدوان مرتقب من قبل حزب الله أو إيران. لكن لم يتضح في الوقت نفسه موقف إسرائيل من بشار الأسد، فإسرائيل لم تبد رأيها صراحة حول مصير الأسد، إلا أن هنالك تصورا حول التبعات على إسرائيل في حال إزاحة الأسد، أبرزها تمدد إيران وحزب الله إلى إسرائيل من جهة، وداعش والجماعات الإرهابية من جهة أخرى. لكن تغيرت لهجة إسرائيل منذ أشهر حين صرح وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان بأن الأسد "جزار" وعليه الرحيل، لكنّ رفض المسؤولين الإسرائيليين تسمية الأسد في تصريحاتهم ربما خشية من إثارة حفيظة موسكو الداعمة للأسد. وبين تذبذب وصمت إسرائيل سياسيًا حول الأسد، خرجت إسرائيل عن صمتها بعد مجزرة خان شيخون لتؤكد "إنسانيتها" للعالم وصدمتها من صور الأطفال والمدنيين السوريين حتى إن آريه درعي وزير الداخلية الإسرائيلي المنتمي لحزب شاس المتشدد، طالب إسرائيل "الديمقراطية الوحيدة والدولة الأقوى في المنطقة" بحد زعمه، أن تقود العالم للتخلص من هذه المجزرة. تحاول إسرائيل مرارًا وتكرارًا من خلال الأزمات التي تعصف بالمنطقة، إظهار جانب "إنساني"، فقد نشرت خبرا عن عزمها استضافة يتامى سوريين ومعالجة جرحى سوريين في مستشفياتها في محاولة للتطبيع وخلق صورة مخالفة لواقع إسرائيل التي تبقى دولة احتلال ودولة فصل عنصري مهما حاولت الاستفادة من التشرذم العربي وجرائم الأسد.