12 سبتمبر 2025
تسجيللطالما شاهدنا ونحن نجلس خلف شاشات التلفاز بلاداً تضربها الزلازل، وكم تابعنا آثار تلك الزلازل على سكان المناطق المنكوبة، وعلى مبانيهم تجرب هذه الأرض شيئاً من تلك الكوارث الطبيعية التي لم نختبرها في الماضي. وحين حدث ما حدث رأينا كيف تباينت ردود الأفعال حيال الزلزال فبين خائف هلع يدعو ربه ويستغفر ويتوب خوفاً من نزول غضب الله تعالى، ويتذكر الأقوام الذين غضب الله تعالى عليهم فأهلكهم فيدعو مستميتاً أن يكشف الله هذا البلاء وأن يحفظ أهل هذا البلد الطيب..وبين مذهول لا يعرف ما الذي يدور حوله، ولم تتحرك الأرض الثابتة تحت قدميه، وكيف تحول الهدوء فجأة لفوضى، ولم تسارع الموظفون بالتدافع على المصاعد والأبواب فجأة ودون سابق إنذار..فكبلته الصدمة ولم يعرف ماذا يفعل... وبين غير مبال يضحك من ردود أفعال من حوله، وكأن الأمر لا يعنيه أصلاً، وكأنه يقف على أرض غير الأرض وكأن ما سيحل بالجميع لن يطوله فوقف غير مكترث بكل مايحدث!! وبالرغم من تفاوت ردود الأفعال عقب الزلزال إلا أن الكثير منا حين رأى العاصفة قد فكر بالبحر وكيف أنه حين يهيج وتتلاطم أمواجه مرة أو مرتين في العام فإنه يخرج الشوائب التي تستقر في جوفه وحين يهدأ من بعد العاصفة فإنه يكون حينها نظيفاً خالياً مما يعكر صفوه، وهذا ما تبادر إلى ذهني، فهو ينطبق علينا بالطبع، فبالرغم من أن ما مر بهذا البلد الهادئ من زلازل قد أفزع الكثير وشتت تفكير الكثير وجعل معظم الناس يفكرون قبل أي عمل يقومون به هل هو خطأ أم صواب..إلا أن ذلك بالطبع كان له جانب إيجابي فهذا البحر لابد أن يخرج ما به من شوائب لأن المحن تصقل الذهب وتنقيه، وهكذا حال هذه الأرض الطيبة بإذن الله ستلفظ كل شائبة منها وسيعيد كل فرد فيها حساباته مع ربه ومع نفسه ومع الآخرين حتى يقول في داخله انني لن أكون سبباً في وقوع غضب الله تعالى.. حفظك الله تعالى يا قطر الخير وحفظ كل فرد على أرضك الطيبة...