11 سبتمبر 2025
تسجيلتعتبر التطورات في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًا من استراتيجية الوصول إلى الجمهور المستهدف. وقد شمل هذا التحديث الشؤون الثقافية والدينية، وخاصة فيما يتعلق بالشباب حاليا. ضغط عصر السرعة واستعمال التطبيقات والمنصات الإلكترونية جعل الوصول للمعلومات أسرع وأسهل، لكن يجب الانتباه إلى أهمية التأكد من مصادر المعلومات للحفاظ على دقتها، وهذا يتطلب جهداً كبيراً منا. بعد استطلاع بسيط لآراء الأطفال الصغار، الذين تتراوح أعمارهم بين ٧ و ١٢ سنة، وهي المرحلة الحيوية لبناء المعرفة، اتفقوا على أنهم يحصلون على المعلومات الدينية عبر تطبيق تيك توك من بعض الدعاة العرب والأجانب وصناع المحتوى. لذلك، يتعين علينا التفكير في سبب عدم قدرة الأجيال الحالية على استيعاب محاضرات دينية أو ثقافية طويلة، وبدلاً من الشكوى منهم يجب علينا أن نبحث عن حلول مناسبة لتلك الفئة، دون فرض تقاليدنا عليهم، تقديم محتوى مناسب للجمهور بحيث يلائم وقتهم، ويجذب انتباههم، ويثقفهم، ويجيب عن استفساراتهم. سأشير في مقالي عن طرق استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مثل البودكاست والريلز والأفلام الوثائقية القصيرة لتحسين إنتاج المحتوى، بالإضافة إلى الاستفادة من التقنية والذكاء الاصطناعي عبر منصات مختلفة مع اختيار جيد لصانع المحتوى والمؤثر، والعمل على بناء منظومة تقنية تمكّن المبدعين من إنتاج محتوى عالي الجودة ونشر ثقافتهم على الإنترنت لتصل إلى مئات الملايين من المشاهدين والمستمعين بصورة مستمرة. في أثناء متابعتي الأخيرة، أشدد على أهمية تحديث وتطوير المحتوى بصورة مستمرة، وجذب جمهور جديد من خلال الاستفادة من الخبراء وأصحاب المصادر بالتعاون مع المواهب الشابة والمبدعين لإنتاج محتوى ذي قيمة وغني بالمعلومات. لذلك، اكتشفت ضمن قائمتي البسيطة أن قناة الجزيرة الرائدة نجحت مؤخرا في إطلاق (منصة أثير) الخاصة بها، الجزيرة بودكاست، وقبلهم الجزيرة ٣٦٠ و +AJ بالعربي كتجارب رقمية تفاعلية تخدم الوقت الحالي والجيل الحديث، لم تكتفِ بالاهتمام بما يُعرض على التلفاز، بل جاءت الرؤية بربط ما يشاهده الجمهور عبر التلفاز بالاستثمار في المنصات الرقمية، لذا ينبغي إعادة التفكير في كيفية عرض ثقافتنا العربية والإسلامية بطرق مبتكرة ومثيرة للاهتمام للأجيال الحالية والمستقبلية.