11 سبتمبر 2025

تسجيل

ثروة مهمة لكن منسية

18 مارس 2024

هناك فئة بشرية يجمعون ثروات تختلف عن ثروات الدنيا المختلفة وهي عند المتقين أعلى منها قيمة ونتائجها عظيمة على أصحابها في الدنيا والآخرة وخاصة في ذلك اليوم الصعب جداً أي يوم الحساب يكون فيه محتاجا لها ومصيره معلقا بكثرتها وطبعا بعد فضل رب العالمين ورحمته جل شأنه. فهي تختلف عن ثروات الدنيا المعروفة والتي أتعبت الكثيرين في الجري خلفها والتي يتقاتل عليها الناس ويقتلون ويُقتلون من أجلها وتُخرب بسبب الحصول عليها الدول وتؤكل من أجلها حقوق الناس وتنتشر المظالم بسببها ويؤخذ بالباطل الكثير منها ويُشق على الناس بسببها وتكثر القوانين من أجل الحصول عليها. لكن للأسف لها ميزة بعد كل هذا التعب ولربما تحمل وزرها يوم الدين لا يستطيعون أن يحملوا معهم شيئا منها ولا حتى مليما أحمر في رحلتهم الأخيرة والتي بدون عودة وكم نسي الكثيرون بسببها آخرتهم وكرسوا جل أوقاتهم من أجلها!. فهذا النوع من الثروات شيء مختلف فهي عبارة عن حسنات والتي ترجح كفة صاحبها والذي جمعها من عمله الصالح وليس الطالح ومن تحريه الحلال وعمل الخيرات بالقول والفعل وابتعاده عن الحرام الذي ما دخل في شيء إلا خربه وأفسده وكانت انعكاساته سيئة ومؤلمة، فهذه الثروة التي نتحدث عنها من ميزاتها أنها لا تبقى في الدنيا في البنوك مكدسة ولا هي أموال منقولة ولا غير منقولة ولا هي من توزع على الورثة ولربما يتقاتلون عليها أو تكون سببا في قطع الأرحام لكن يبقى أثرها الطيب. وكم هو جميل عندما يجمع الإنسان بين الثروتين الدنيوية والأخروية ولكن بما يُرضي الله يعني ليس فيها شيء مشبوه ولا مسروق ولا أكل شيء من حقوق الناس أو ظلمهم ولا فيها شيء يخص أرزاقهم أو يشق عليهم بطريقة مؤذية ولا من خيانة الأمانات، وبرغم ما نراه من علامات تحذيرية في الكون وفي الذي يحدث هذه الأيام من هرج ومرج وكثرة سفك الدماء البريئة توحي بأن الدنيا لربما قد تكون شمسها أوشكت على الأفول فأصبحت حياة البشر حياة مادية بحتة ولا مانع بأن تُباد دول وشعوب من أجل مصالحهم وأكبر دليل ما يحدث لأهل غزة من أجل الحصول على ثرواتها المعدنية الكبيرة وتخلي من وصفهم رسولنا الكريم بغثاء السيل لكثرتهم عن أهلهم ومسرى رسولهم ومقدساتهم وفوق كل هذا عداوة بعضهم غير المبررة لأهل غزة.