22 سبتمبر 2025

تسجيل

نحو موقف دولي واحد ضد التعصب والإرهاب

18 مارس 2019

لا شك أن مجزرة مسجدي نيوزيلندا المروعة التي ارتكبها بدم بارد إرهابي أسترالي واستشهد فيها خمسون مصليا فضلا عن جرح العشرات هي نتاج دموي رهيب لخطاب الكراهية والتحريض ضد الإسلام والمسلمين والذي جسدته بقوة ظاهرة (الإسلاموفوبيا) تلك التي سادت وتغلغلت في المجتمعات الغربية منذ وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001..حيث تفشت السرديات العنصرية خاصة المعادية للإسلام والمسلمين وساهمت بشكل غير مباشر في تشجيع الإرهابيين على تنفيذ بعض ما يروج في إيديولوجياتهم المتطرفة. لقد وضعت تلك الجريمة النكراء المجتمع الدولي، بعد أن هزت ضميره، أمام مسؤولياته الأخلاقية في التحرك لاتخاذ إجراءات ناجزة وفاعلة لمواجهة كل أشكال التعصب الأعمى، ووقف موجات الكراهية المتزايدة للمسلمين في دول الغرب ، وهو ما يستلزم إعادة النظر في الخطاب الإعلامي الموجه للشحن ضد الإسلام والمسلمين ، وحسبما غرد انطونيو غوتيرش أمين عام الأمم المتحدة بالأمس تعليقا على مجزرة المسجدين بنيوزيلندا، فإنه لابد من وقوف دول العالم متحدة ضد كراهية المسلمين، وجميع أشكال التعصب لدحر هذا الإرهاب الأسود. وإذا كانت العنصرية قد استشرت وأصبحت داء عالميا لا دين له، فإن المجتمع الدولي مطالب بالتكاتف وتنسيق المواقف للتصدي لها واجتثاث ما يترتب عليها من إرهاب وأعمال عنف تنبذها كافة الأديان السماوية، باعتبارها معادية لتعاليمها وللقيم الإنسانية التي تسعى لإشاعة الحب ونشر الخير والسلام. إن التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا والعنصرية البغيضة بجميع أشكالها، بات يشكل مسؤولية أخلاقية وقانونية فيما بين الدول مجتمعة ، وواجبا بين كل أطياف المجتمع الواحد، يستوجب عملا استراتيجيا، ومؤسساتيا ينطلق من الفهم الحضاري الصحيح لقيمة المواطنة بمفهومها الدستوري بعيدا عن الإثنية أو الطائفية. العالم بانتظار تحركات وإجراءات لإنقاذ البشرية من وباء الإرهاب المستفحل والعنف غير المبرر الذي تخطّى حدود المضايقات الشخصية ليصل إلى القتل الجماعي، حتى لا نستيقظ على وقع مزيد من المجازر والكوارث.