21 سبتمبر 2025
تسجيلما قامت فتنة أو نزاع يدفع بلداً ما إلى التوتر في المنطقة، إلا وكانت أيادي الإمارات وراء ذلك، من ليبيا إلى اليمن وسوريا وفلسطين والصومال وحتى غرب أفريقيا، وصولاً إلى الأزمة الخليجية. لا شيء يجيده نظام أبوظبي، أكثر من صناعة المؤامرات الخبيثة والتحالف مع أعداء الأمة لتنفيذ الأجندات المشبوهة لضرب الاستقرار في المنطقة وإجهاض تطلعات الشعوب. وخلال أشهر الأزمة الخليجية التسعة، تكشف للجميع القناع الذي كانت تختبئ خلفه أبوظبي، وبان للعالم وجهها الحقيقي سافراً بلا مساحيق ولا طلاء، وما ظلت تقوم به من أدوار مشبوهة في المنطقة وحتى بقاع العالم المختلفة، إلى درجة الكشف عن تورطها في الترتيب لإقامة قناة اتصالات سرية بين موسكو وواشنطن، فضلاً عما كشفته تسريبات تحقيقات المحقق الأمريكي الخاص روبرت مولر عن السعي للتأثير في قرارات الإدارة الأمريكية من خلال تبنيها استراتيجية لشراء النفوذ في واشنطن، منذ عام 2008، وهي استراتيجية أصبح تأثيرها يضاهي تأثير اللوبي الإسرائيلي (أيباك) وتجري بالتنسيق معه. غير أن أسوأ ما تفعله أبوظبي، ليس شراء النفوذ في أي مكان في العالم، وإنما استخدام ذلك النفوذ الذي تهدر فيه مليارات الدولارات، في التآمر على تطلعات الشعوب، وفي تنفيذ مخططات ضرب استقرار المنطقة، وفي التغطية على أجنداتها المشبوهة أو تحقيق أطماعها التوسعية ومحاولة السيطرة على الثروات والمواقع الاستراتيجية في بعض البلدان الصديقة والشقيقة، التي تكشفت لها نوايا أبوظبي بدلاً من تقديم يد العون والمساندة التي كانت تنتظرها. إن المجتمع الدولي مطالب بموقف حازم للتصدي لأفعال الإمارات ونشاطاتها التي تنتهك القوانين والمواثيق الدولية، وإلا فإن النتائج ستكون وخيمة على أمن واستقرار المنطقة.