19 سبتمبر 2025
تسجيلتكشف التطورات الجارية على الساحة اليمنية خطورة التصعيد المتزايد على مستقبل هذا البلد الذي يشكل أمنه واستقراره ووحدة حوزته الترابية جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي العربي عامة، والخليجي خاصة، ومن تلك التطورات الاشتباكات اليومية العنيفة بين مسلحي جماعة الحوثي ورجال القبائل، التي كان آخرها اشتباكات محافظة البيضاء أمس، وإقدام الحوثيين على عزل قائد سلاح الجو لرفضه تزويدهم بدعم جوي، وتعيين أحد العسكريين المقربين لهم بديلا عنه. هذا الواقع المضطرب ميدانيا، والمعقد سياسيا، يؤكد أن اليمن يقف اليوم أمام مفترق طرق خطير، فإما أن ينزلق نحو المزيد من الفوضى وعدم الاستقرار والتفكك، أو أن يجد حلا للأزمة التي تعصف به، بما يضمن تحقيق تطلعات شعبه، ويدعم تعزيز وحماية حقوق الإنسان ويسهم في تحقيق تنميته.ومن هذا المنطلق، أعربت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن إدانتها الشديدة للإجراءات التي اتخذها الحوثيون لحل البرلمان والاستيلاء على المؤسسات الحكومية لليمن، مؤكدة رفضها لكافة أعمال العنف التي تسعى إلى تحقيق أهداف سياسية وترهيب الشعب اليمني وقمع حرياته وانتهاك حقوقه. في حين تؤكد دول مجلس التعاون التزامها بأمن واستقرار اليمن ودعمها للشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، وعلى ضرورة استكمال العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.وفي ضوء ذلك، فإن تجاوب الأطراف اليمنية بما فيها الحوثيون على المشاركة بمؤتمر الحوار الوطني في الرياض، والعمل على عودة الدولة لبسط سلطتها على كافة الأراضي اليمنية، والعمل على تجنيب البلاد والشعب اليمني المزيد من المعاناة، سيكون كفيلا بالخروج باليمن إلى بر الأمان، وإلا فإن الأمور ستسير حتما إلى مالا تحمد عقباه.