14 سبتمبر 2025
تسجيلبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ودعت أرض قطر وساحتها الإعلامية وقناة الجزيرة وعائلة علي الجابر شهيدها.. ذلك الفارس الذي ترجل عن صهوة جواده.. ليكمل زملاؤه المسير، وليمضي رحمه الله تعالى إلى ماقدم.. فكم من ساحات للحقائق عرفته، وكم من أعلام شهدوا له بأنه لم يرض يوماً إلا بأن يكون حيث تكون الصورة التي يجب أن يراها العالم بوضوح ودون تزييف أو تعديل.. فقد آلى على نفسه بأن يكون هو ذاك الفارس الذي يمتطي جواد الحقيقة ولا يترجل عنه إلا حين يكون القدر والأجل معه على ميعاد. بقي الشهيد — نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله — علي الجابر يتبع نيران الأحداث المشتعلة دون خوف أو تردد، كما يفعل البعض ممن يخشون تلك المخاطر، فأين ماوجد مايجب أن ينقل تجده يتبعه. مضى - رحمه الله تعالى - وتركنا نسأل هل كان سيسكت نظام الطاغية شبه المخلوع صوت الحق بقتل الأعزل الذي لا يملك سلاحاً إلا كاميراته؟ وهل كان يظن بأن ماحدث سيثني فرسان الحقيقة عن إكمال المسير؟ إن جواد الحقيقة سيمضي وسيبقى مابقيت الحرب بين الحق والباطل، وإن ترجل فارس فسيكمل آخرون. ومهما حاول الحاقد أن يلقن قناة الجزيرة درساً بهذه العملية الإجرامية فلن يستطيع ذلك.. لقد فعل مافعل لأن كاميرا الحقيقة قد فضحت جرائم النظام ضد الشعب وقد رأينا التهديدات التي كالها للإعلام لأن الساحة إذا خلت من الإعلام بإمكان القذافي أن يستفرد بشعبه ويبيد منهم ماتصل إليه يد بطشه والجزيرة وضعت الرأي العام العربي والعالمي أمام ما يحدث من انتهاكات هناك.. لقد شاءت الأقدار أن تختلط الدماء القطرية هناك مع دماء الأبطال من أهل ليبيا وأن يسطر اسم الشهيد القطري علي الجابر مع اسم الشهيد البطل عمر المختار.. الذي كان له مع ضريحه ميعاد.. وبالرغم مما صورته كاميرا الشهيد علي الجابر - رحمه الله - من آلاف المشاهد والصور، فإنني أعتقد بأن ذاكرتنا لن تحمل أجمل من تلك الصورة التي ألتقطت لذلك الوجه الباسم المستبشر يحيط به البياض وهو يرقد وحوله الآلاف من الجموع التي جاءت لتودعه لمثواه الأخير.. بعد مسيرة عطرة من الجهد والعمل والإخلاص..فرحمك الله يا أباعبدالله. ومضة: لم أجد أجمل من أن أقتبس بعضاً من الأبيات التي قالها الدكتور عبدالخالق العف في رثاء الشهيد علي الجابر رحمه الله حيث قال: عين الحقيقة لم تزل مكحولة...بالنصر والمجد الأبي يا مخرز التتري أحرقك اللظى...من جذوة مسروجة بيدي "علي" عين الحقيقة لم تنم....والفجر آذن بالظهور و"علي" أوقد شعلة التحرير... من دمه الطهور عين الحقيقة لم تزل محروسة...بسنا الحواضر حرة في قلب ثائر يا مقلة الأحرار جودي بالدما...حزناً على فقدان "جابر"