16 سبتمبر 2025
تسجيلالطلاق شق طريقه إلى مجلس الشورى في المناقشة والاستفسار والاستنكار ويشكر عليه هذا الاهتمام لظاهرة مجتمعية متزايدة، بعد أن أصبح هذا الأخطبوط الأسري ظاهرة غير صحية وغير طبيعية في المجتمع بتزايد أعداد المطلقات عاما بعد عام، أسباب كثيرة ذكرت خلال البنود ثم وصايا مطروحة. كما ذكرتها القنوات الاعلامية الرسمية لرفعها للجهات المسئولة وايجاد الحلول للحد من هذه الظاهرة المقلقة والمؤثرة للكثير من الأسر مع زواج أبنائهم، لا يوجد بيت اليوم إلا وفيه طلاق او خلع ولكن إلى متى؟ ومن المسئول الزوجة أو الزوج؟، حتى طالت مع الأسف الكبار رجالاً ونساء بعد سنوات من العشرة ومن البنين والأحفاد، هل هي الصحبة السيئة المدمرة التي تتداول مصطلح «عيشي حياتك وحريتك» وترسخ مفهومها في عقلية الكثير بلا وعي ولا ادراك بالنتائج السلبية وما يخلفه الطلاق من تفكك أسري ضحيته الأطفال وتأثيره على نفسياتهم ومستواهم العلمي والصحي نتيجة التباعد بين الأبوين وما يؤدي ذلك إلى فقدانهم العاطفة والحنان والتوجيه والنصح، لتأخذهم رياح التفكك يمنة ويسرة ويصبح التيه ديدنهم ما بين الأب والأم، والتشتت سبيلهم نحو قنوات انحرافية أخلاقية وسلوكية مصدرها رفاق السوء. وربما الانجراف في تعاطي المخدرات ليكون الوسادة التي يتكئون عليها لنسيان همومهم ومشاكلهم؟ أم إنه نتيجة التحول الاجتماعي والثقافي الذي طرأ علي المجتمع، وأصبحت الحرية المطلقة هي المشرط الذي جز بأنيابه الحبل الأسري القائم على المفاهيم والقيم الانسانية، كما ذكر ت في منهجنا الديني في قوله تعالى «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» أين ذلك المنهج الرباني مما يقع اليوم من طلاق متزايد، أين دور الأب والأم في غرس المفهوم الصحيح لأبنائهم قبل الزواج من أجل أسرة ثابتة قائمة علي الاحترام والحب والتفاهم وتجاوز العقبات أي كانت بالمجادلة والحوار قبل هدم البيت وأساسياته!. لكنها الثقافة الحضارية والتطورية التي غاص في بحرها الأبناء، ثم الوسائل الاعلامية باختلاف منصاتها، والتأثر بها، ثم فقر مناهجنا التعليمية من التوعية بمفاهيم الأسرة وبنيانها وكيفية الحفاظ عليها من الهدم والانهيار الذي يكون ضحيته الأبناء، وأسباب كثيرة تتعلق باستغناء أحد الطرفين عن الآخر نتيجة الرفاهية المادية المفرطة والاستغناء عن الحاجة لأحدهما، كما هي خروج المرأة المتوالي ما بين العمل والمجمعات والكافيهات والزيارات المجتمعية والسفر مع الصديقات، خلقت بيوتا خاوية من الاحتواء العاطفي والتوجيهي والارشادي، وأسرة مفككة لا تدرك ما يدور في البيت كل في عالمه الخاص أمام شاشات المنصات الاعلامية وما يدور فيها من غث وسمين دون الاحساس بالطرف الآخر واحتوائه كأنهم خشب مسندة، فكيف لايقع الطلاق في افتقاد الحوار والنقاش الأسري في الأمور الخاصة بشئون الاسرة حلوها ومرها، وتتحمل جميع الأطراف المجتمعية من الاسرة والوسائل الاعلامية والمناهج المدرسية والدورات والمراكز الخاصة بشئون الأسرة، والدورات التوعوية وضرورة فرضها قانونيًا بشهادة معتمدة للطرفين كما هي الشهادة المعتمدة من الصحة بالاخلاء من الأمراض قبل الزواج ولكن تبقى الاسرة هي المسئولة الأولي في التوعية والنصح والارشاد وايجاد الحلول للتراضي بين الطرفين.