13 سبتمبر 2025

تسجيل

مواجهة ( الإسلاموفوبيا )

18 فبراير 2015

جريمة اغتيال ثلاثة طلاب من أصول عربية أو مسلمة في ولاية كارولينا الشمالية، والاعتداء على المساجد والأماكن المقدسة، كإحراق المركز الإسلامي "قباء" في مدينة هيوستن الأمريكية منذ عدة أيام مضت، لن تكون الأخيرة في الحوادث التي يتعرض لها المسلمون في الولايات المتحدة وفي الغرب بشكل عام ، فقد ازدادت معاناة الجاليات العربية والإسلامية هناك من جرائم الكراهية والعنصرية بصورة لافتة منذ حادثة الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك 2001 م ، وصولاً إلى ما بعد حادثة تشارلي إيبدو 2015 م، حيث ارتفعت أحداث "الإسلاموفوبيا" في فرنسا وحدها بنسبة 70 %، مقارنة بعام 2014 م، حسب التقارير الرسمية!!ظاهرة "الإسلاموفوبيا " تطورت من هجوم وانتقادات سلبية في الصحف ووسائل الإعلام، إلى قتل ومذابح وقد تتحول إلى مجازر في الدول الغربية نفسها! والمواقف العدائية طالت نسبة واسعة من القطاعات السياسية والاجتماعية والثقافية والأكاديمية والتعليمية، وفي مقدمتها المؤسسات الحكومية والخاصة، والمدارس والمعاهد العمومية التي وصل الأمر معها إلى أن يمنع فيها على الفتيات ارتداء الحجاب وحتى تغطية الرأس بالكامل أو لبس الفستان الطويل وحتى فرض وجبة مدرسية تحتوي على اللحم غير الحلال! إن "الإسلاموفوبيا" التي يعود تاريخ بروزها بشكل بارز إلى عام 1910 كفكرة مسبقة عن الإسلام وأتباعه في المؤسسات الأكاديمية ووسائل الإعلام، أصبحت واقعاً ومعاناة يومية تؤكدها التقارير والرصد المستمر من قبل المؤسسات الحقوقية والإنسانية الغربية.كيف يمكن مواجهة كل هذا التصورات المسبقة ونتائجها السلبية؟! نشيد بما فعلته مؤسسة قطر للثقافة والعلوم وعدد من مؤسسات المجتمع المدني في أوروبا والولايات المتحدة، حين دعت إلى الخروج في مسيرة سلمية تضامنية مع ضحايا مجزرة " تشابل هيل"، للتنديد بهذه الجريمة المروعة. إن هذه الحادثة ينبغي ألا تمر دون القصاص العادل من مرتكبها، فضلاً عن ضرورة أن يتعامل الغرب بحزم مع هذه الجرائم، بل والعمل على سن قوانين للتصدي لظاهرة "الإسلاموفوبيا" و"تيارات العنصرية وكراهية الإسلام والمسلمين" في أمريكا والغرب، أسوة بمعاداة السامية عند اليهود والعنصرية وعند الأمريكيين-الأفارقة، وذلك بما يضمن توفير الحماية والحقوق الدينية والثقافية للجميع هناك بلا تفرقة دينية أو عنصرية أو أثنية.