14 سبتمبر 2025

تسجيل

شوركم وهداية الله: الإنسانُ يصنعُ الغدَ

18 فبراير 2014

بدأَ قطافُ ثمارِ الرُّؤى العظيمةِ لـمستقبلِ قطرَ، التي أشرقَ فجرُها الحقيقيُّ منذ ثمانية عشر عاماً. وأوْلاها، أنَّ الإنسانَ القطريَّ، مسؤولاً ومواطناً، صارَ يمارسُ دورَهُ الفاعلَ في مسيرةِ التغييرِ الكبرى التي يشهدُها مجتمعُنا الحيُّ الـمُتَـجَـدِّدُ، وحملة وزارةِ الشبابِ والرياضةِ: شُوركم وهداية الله، إحدى التَّجَـلِّـياتِ العَـمَـلِـيَّـةِ لذلك.نتمنى على سعادة الوزير والـمسؤولين في الوزارة أنْ تجعلَ استراتيجياتُ العملِ الشبابيِّ منَ الوزارةِ جهةً إشرافيةً عليا تهتم برعايةِ وتنميةِ ومتابعةِ الناشئةِ والشبابِ القطريِّ في جوانب الإبداعِ العلميِّ والأدبيِّ والفِـكريِّ والرياضيِّ، وتأهيلِـهِـم للانخراطِ في الحياةِ العامةِ وسوقِ العملِ. ويمكن تحديدُ بعض الـمداخلِ لتحقيق ذلك، كالتالي:المدخلُ الأول، أن تكونَ الـمراكزُ الشبابيةُ في الدولةِ مُؤهَّلةً بكوادرَ رفيعةِ التعليمِ والثقافةِ، بحيث يُستطاعُ العنايةُ بالـموهوبين ومتابعةُ تَـطَـوُّرِهم في مجالاتِ الإبداعِ الـمختلفةِ، وتقديمُهُـم للمجتمعِ، وإعدادهم لتمثيلِ الدولةِ في الـمحافلِ الداخليةِ والخارجيةِ.المدخلُ الثاني، العنايةُ الفائقةِ بالإبداعِ الشبابيِّ في المجالِ العلميِّ النظريِّ والتطبيقيِّ. وذلك عبرَ زيادةِ الاهتمامِ بالنادي العلميِّ، وإنشاء فروعٍ له في كافةِ مناطقِ البلاد ذات الكثافةِ السكانيةِ الكبيرة نسبياً. وهنا، لابد من التركيز على توفير الـموازنةِ الكافيةِ التي تتيحُ توفيرَ التجهيزاتِ والـمعداتِ، وإقامةَ الفعالياتِ والدوراتِ الداخليةِ، والـمُشاركةَ في الفعاليات الخارجية. وبالطبع، فإنَّ تفعيلَ دورِ الشركاتِ الخاصةِ في هذا الجانبِ الماليِّ سيكون من ضمن مسؤوليات إدارة العلاقات العامة بالوزارة.المدخل الثالث، إيجادُ آليةٍ للتواصلِ الـمُستمرِّ مع الـمدارسِ، لوضعِ تصوُّراتٍ للميولِ الإبداعيةِ عند الطلابِ والطالباتِ، تُـمَـكِّـنُ الوزارةَ من تفعيلِ حضورِها في أوساطِـهِـم عبرَ نشاطاتِـها، ومن خلالِ وسائلِ الإعلام، بحيث تُسْـهِـمُ فعلياً في تخليقِ رؤًى وأفكار جديدةٍ؛ تساعدُ في عمليةِ التنميةِ الشاملةِ الـمُستندةِ إلى الإنسان والقِـيَـمِ الإسلامية والإنسانية.المدخلُ الرابع، توظيفُ شبابٍ قطريين مؤهَّلينَ علمياً في الـمناصبِ الإداريةِ في جميعِ الـمراكزِ والأنديةِ التابعةِ للوزارةِ، لأنَّ ذلك سيجعلُ من عمليةِ التواصل مع البيئاتِ الـمَحليةِ أقوى وأكثرَ فاعليةً، مما لو كانوا يعملون فيها كمُنتدبين غير دائمين.المدخلُ الخامس، استمرارُ التفاعلِ الـمباشرِ بين الوزارةِ والمجتمعِ بنفسِ الصورةِ الـمشرقةِ، وفي فترات زمنيةٍ مُتقارِبَـةٍ، بحيث يتم تقويمُ الخططِ والاستماعُ للرؤى والأفكار الـمتجددةِ للشباب، فهذا مظهرٌ حضاريٌّ يُرَسِّـخُ الـمُمارسةَ الديمقراطيةَ.كلمةٌ أخيرةٌ:مسيرتُنا الحضاريةُ مستمرةٌ بخطًى ثابتةٍ لأنَّ رؤيةَ سموِّ الأميرِ الـمُفدَّى راهنتْ على الإنسانِ القطريِّ، وكان الرِّهانُ في محلِـهِ.