12 سبتمبر 2025

تسجيل

كما نحن

18 يناير 2022

نحن، جيل التسعينات، ممن قضى طفولته متابعاً لأفلام هوليود، كنا، بناتاً وأولاداً، نشاهد سندريلا وباتمان، وشاهدنا في مراهقتنا (TWILIGHIT) و(DIE HARD)، وفي شبابنا التصقنا بالشاشات، لنشاهد (TITANIC) و(THE NOTEBOOK) و(MISSION IMPOSSIBLE). شاهدنا كيف يكون أبطال الأفلام جميلين وبأبهى الصور ودائماً بيض البشرة. وكيف تفوز البطلة بقلب البطل بحسنها وفطنتها. وكيف يسلب البطل عقل البطلة بقوته وأمواله الكثيرة. وكيف يتغلبون على أقسى الظروف وإن تكالب الناس عليهم ووقف العالم في وجههم. شاهدنا كل ذلك وصدقناه، حتى عندما يبتلع جسد البطل عشرات الرصاصات ويحيا! وعندما تفقد البطلة ذاكرتها، وتسترجعها، فتعود لحضن حبيبها!. كبرنا على هذه الأفلام، وحلمنا أن نصبح مثل هؤلاء الأبطال، جميلين، رشيقين، أغنياء، ممتعين، سعيدين، خفيفي الظل، مميزين ومختلفين! المضحك في الأمر هو أن معظم هؤلاء الممثلين والممثلات، يتشابهون في الأشكال والأفعال والأقوال والأفكار. كيف إذاً انخدعنا بتميزهم وتفردهم وجميع الممثلين والممثلات سواء؟. أعود بذاكرتي إلى هذه الأفلام وحتى بعض المسلسلات وأتعجب كيف أنها رسمت لجيل كامل وجهاً واحداً وجسداً مثالياً ومستقبلا باهرا وواقعا غنيا وعائلة محبة وأصدقاء لا محدودين، يجب على الانسان أن يملكهم ليسعد في حياته! وبالتالي يكون أي نقص في هذا الخيال - الواجب تحوله إلى واقع - يعني فشل الانسان وإخفاقه! شهدنا في العشر سنوات الماضية تحولاً كبيراً في مسلسلات وأفلام هوليود. صعدت خلالها أسماء عظيمة مثل AVA DUVERNAY و SHONDA RHIMES. وصلتنا عبرهن قصص الأميرات اللواتي لم يحتجن إلى إنقاذ. وقصص الرجال الباحثين عن هدف أسمى في الحياة غير المال والصيت والقوة. رأينا على الشاشة أخيراً، أناساً يشبهوننا في الشخصية والجمال واللون والوزن والطول. بل وأحببناهم! وأكد ذلك تقريرUCLA الذي وجد أن الأفلام ذات طاقم الممثلين المنوعين بالعرق واللون وغيره، يتابعونها مشاهدون أكثر من الأفلام ذات الطاقم غير المنوع! الانسان يميل إلى ما يشبهه، إلى ما يمثله، إلى ما يدله على حقيقته، لا ما يحاول تغيير حقيقته، وإن كان بلا قصد!. في النهاية تُصنع الأفلام لتؤثر إيجابياً على الناس، لا لتوهمهم أو تزرع فكرة مثالية في رأسهم حول ما يجب أن تكون أشكالهم وما يجب أن يصبحوا عليه. نحن خُلقنا لنكون كما نحن، لا لنكون الحسناء أو الوسيم الذي اختاره منتج هذا الفيلم أو ذاك!.