12 سبتمبر 2025
تسجيلالإنسان يعيش في هذه الدنيا بصفة مؤقتة، وإن كان لا يعلم ذلك فيجب عليه أن يعلم بأنه سوف يُغادرها في يوم من الأيام لا محاله من ذلك كهلاً كان أم شاباً أم طفلاً، وأمتعته التي سوف يحملها معه ليست ملابس ولا قناطر مقنطرة من الذهب والفضة، ولا أمواله المكدسة في البنوك ولا عقاراته.. إلا ما قدمت يداه! ولكنه لا يعلم متى وكيف وأين تنتهي حياته وموعد رحلته ويحرص ربما الكيّسون ممن وفقهم الله عند الرحيل من الدنيا الفانية إلى الدار الباقية بأن يكونوا خفيفين من الذنوب بمختلف أنواعها وأنهم نفذوا أوامر خالقهم كلٌ بحسب استطاعته، وينتظرون الجزاء الأوفى منه -جل شأنه وتنزه عن كل نقص- فهو الحق ووعده الحق فسبحانه لا يخلف بما وعد به وليس كوعود البشر العرقوبية، وعطاؤه ليس له حدود يتصورها عقل الإنسان ولا يمن بها على أحد من البشر !! فما هذا الغباء.. بالله عليكم فإذا عرف الإنسان بأنه راحل لا محالة والموت يتخطف البشر من حوله صغاراً أم كباراً نساء كانوا أو رجالا، فلماذا يصر البعض منا -هدانا الله وإياهم- على ارتكاب المخالفات والتي لا تشبه مخالفات رادارات الدنيا؟! وفي هذه الأيام كثر موت الفجاءة، وخاصة في الرجال بأعمار صغيرة وها نحن نسمع كل يوم عن وفاة جديدة، وهذه ظاهرة مُلفتة يجب أن يضع الإنسان تحتها خط ويراجع حساباته سواء مع خالقه أو مع عباد الله ولا يصيبه الغرور بصحته ولا بثرائه، ولا بجاهه ولا بسلطانه، ولا يرفع أنفه على عباد الله تكبُّراً ويرجع الحقوق إلى أصحابها إذا كان عليه حقوق من مال عام سرقه، أو من أموال الناس؟؟ فهادم اللذات إذا أتى ترك الإنسان في الدنيا كل شيء، ولا يأخذ معه إلا ما جنت يداه، بينما سوف يأخذ الورثة تعبه وشقاه في الدنيا وهو ربما يأخذ شقاه في الآخرة..! [email protected]