12 سبتمبر 2025

تسجيل

شدوا الأحزمة!

18 يناير 2017

بدأ العد التنازلي لتنصيب رئيس جديد للبيت "الابيض"، مع رحيل الرئيس "الأسود"، الذي تميزت سياسته بأنها لا لون لها أو طعم أو رائحة، حتى مع التصريحات والمواقف التي شهدناها في الأيام الماضية، وبدت كرصاصة أخيرة يطلقها على الذين "خيبوا أمله" والتي أوردها جيفري جولدبرج في حواره معه بمجلة "أتلانتيك"، وبالذات الرئيس الإسرائيلي الذي أذاقه المر والذل خلال السنوات الثماني الماضية، التي لم يتحقق خلالها وعد واحد قطعه تجاه الملف الفلسطيني بالتحديد، خلال ولايتين رئاسيتين، سواء بإطلاق عملية المفاوضات، أو وقف الاستيطان، ناهيك عن الوعود الأخرى في الانقسامات في جميع الملفات الأخرى الداخلية والخارجية. الغريب أن أوباما اعتبر أقرب الرؤساء في واشنطن لتفهم المعاناة الفلسطينية، خصوصا أنه كان صديقاً وضيفاً شبه دائم في منزل رشيد الخالدي بنيويورك، وكانت له مشاركات ومناظرات جمعته بإدوارد سعيد، بالإضافة إلى أصوله وتربيته في مجتمع مسلم مع أمه التي عاشت في إندونيسيا!وتبدو المراهنة على الرئيس القادم أشبه بمغامرة في "كازينو قمار"، قد تؤدي الى خسارة كل شيء أو ربح القليل، وفي كل الأحوال المغامرات لا تؤدي إلا إلى العواقب الوخيمة! مجموعة كبيرة من السياسيين وأغلبهم من الديمقراطيين أعلنوا أنهم لن يحضروا حفل التنصيب في 20 يناير، كوقفة احتجاجية إزاء الرئيس المقبل "الخامس والأربعين" ومواقفه التي تميزت بالعنصرية وكراهية الأجانب والتمييز على أساس الجنس والتعصب والعدائية ضد حرية التعبير، واتسامه بنزعة وطنية شعبوية بشعة، كما يتوقع نزول آلاف المتظاهرين للاحتجاج. ترامب أشار في التصريحات الأخيرة إلى أنه حزين على الوضع في سوريا، وهو سيطلب من الدول الخليجية تقديم أموال كبيرة، وعليه سيقوم ببناء والمساعدة على بناء مناطق آمنة في سوريا! وهل فعلا يتعلق الأمر بأموال أو مساعدات أو منح من هنا وهناك؛ لكي تحل الصراعات المفتوحة والحروب بالوكالة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. ملفات ثقيلة خلفها رئيس الإدارة السابقة إلى رئيس الإدارة الجديدة، وهي تكبر وتتفاقم ولا يبدو في الأفق أن العالم سيصبح أكثر أمنا في التعاطي مع القرارات القادمة في السنوات القليلة المقبلة؟ شدوا الأحزمة، فالمرحلة مخيفة ومرعبة!