13 سبتمبر 2025
تسجيللقد أنعم الله -تعالى- علينا بنعم لاتعد ولاتحصى، ومن أكبرها نعمة الخصوصية في منازلنا، فمعظمنا يعيش حياته كمايريد بترتيب الأماكن والأوقات وجميع التفاصيل، فبين مختلف المستويات تتقلب درجات حياة كل منا في المنازل والسيارات والسفر والمطاعم، وغير ذلك مما رزقنا الله -تعالى- إياه من متع الحياة الدنيا وخيراتها .والمسألة هنا أن تلك التفاصيل لم تكن لتطرح على الملأ فيما مضى، وذلك لأن تلك الأمور كانت حتى وقت قريب تعتبر من الخصوصيات التي ترتبط بالعائلة ولايحق للآخرين الاطلاع عليها أو التدخل فيها، إلى أن ظهرت تلك الثورة العارمة من وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج التي بات التنافس فيها هو الأمر الأكثر أهمية من أي أمر آخر، فبين صفحات الفيس بوك ومقاطع السناب شات وصور وفيديوهات الأنستغرام وتغريدات التويتر وغير ذلك تبددت الأسوار وضاعت الخصوصيات وأصبحت الجدران زجاجية تكشف ماخلفها، فهنا قد سافرت هذه العائلة بكل دقائق الرحلة، وهناك يأكل أفراد هذه العائلة تلك الأكلة، وللمطعم الفلاني يتجه هؤلاء، ومن ذاك المحل يشتري فلان، وفي ذلك المتجر تتسوق فلانة، وأنا أتوجه للشركة هذه لشراء سيارة كذا، وأنت تخبر الجميع بأن طفلك قد حصل على المركز الأول في ذلك النشاط، وطفلتك قد أعطيت شهادة تقدير، وغير ذلك الكثير الكثير من التفاصيل التي تعد من خصوصياتنا التي لايجب أن يشرك فيها أحد لأسباب كثيرة جداً، فكم سيتألم مثلاً من حرم المال حين يرى ماتتفاخر به أنت من منازل وأثاث فاخر ونعم قد رزقتها، وماذا تراه سيحس من حرم نعمة الأطفال حين تنشر ضحكات أطفالك ولعبهم وخطواتهم الأولى ونومهم الملائكي على ذراعك في آخر الليل وغيرك يغفو والدموع في عينيه؟ .