12 سبتمبر 2025

تسجيل

وجهة نظر

18 يناير 2015

في مدينة دسلدورف في ألمانيا دائما ما أحضر الصلاة في أحد المساجد ومن بينها الجمعة. المسجد عبارة عن مبنى من عدة طوابق عمل بجهود ذاتية من قِبل تبرعات بعض المحسنين المسلمين من المصلين وهو مكتظ بالمصلين فيتلو الإمام الخطبة باللغة العربية ومن ثم باللغة الألمانية لوجود مسلمين لا يتكلمون العربية. وفي إحدى المرات اعتلى المنبر الخطيب وبعد أن أثنى على رب العباد وطرح فكرة الخطبة أخذ يقدم الشكر لهذا البلد الذي يستضيفهم وأنهم يحسون بالأمان والاستقرار فيه ويُقدم لهم مختلف الخدمات من بينها الضمان الصحي والاجتماعي والإقامة حسب الشروط هناك،،، وتمنى أن يديم الله النعم عليه وأن ينعم بالأمن ومزيد من التقدم والازدهار وأن يحرص الجميع على العيش بسلام والأكل بالمعروف والالتزام التام بشروط الإقامة والصفة القانونية لدخول البلد هناك وعدم مخالفة القوانين الخاصة بالبلد الذي يقيمون فيه،،،وحينها تذكرت بعض شيوخنا الأجلاء عندما يعتلون المنابر قليلا ما يتكلمون عن بلدنا قطر وينسبون الفضل لأهله ويدعون له بالخير العميم وأن يديم الله عليه نعمه ظاهرة وباطنة وأن يجنبه الشرور وعظائم الأمور ويدعون لولي أمره أن يمده الله بموفور الصحة والعافية ويُهيئ له من أمره رشدا والبطانة التي تعينه على تحمل هذه المسئولية العظيمة،،، وتكون خطبهم تُجاري الواقع الذي يعيشه المسلمون هذا اليوم وتصب في المصلحة العليا للبلاد والعباد وليس خطب أكل عليها الدهر وشرب وحفظناها عن ظهر قلب؟؟ والكثيرون رأى الحدثين المؤسفين اللذين حدثا في فرنسا ومنهما في الصحيفة التي دأبت على الإساءة إلى الأديان والسخرية منها ولاسيما الإسلام الذي له نصيب الأسد من ذلك والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم،،، وكما هو معلوم وجود جالية إسلامية كبيرة هناك ومن بينهم مواطنون فرنسيين كثر قد تأخذ البعض منهم كما نقول الحمية لدينه ورسوله أو تصرف خاطئ وأضف إلى ذلك ما يحدث هذه الأيام في العالم العربي من قتل وخراب ودمار بطرق شتى ورخص دماء المسلمين ونهب ثرواتهم، وقد تكون للغرب يد كبيرة في ذلك مما ينمي لدى البعض حب روح الانتقام والكراهية ويسقيك من نفس الكأس التي تسقيه منها وترتكب على إثر ذلك أفعال مؤسفة لا يقرها دين ولا عُرف يذهب بسببها أبرياء من الطرفين ليس لهم ناقة ولا جمل في الأحداث، كما للحرية الزائدة هناك تأثير بالغ في ذلك فعندما تترك صحيفة تقتات على نشر الكراهية بالاستهزاء بالديانات وبالمرسلين وطبيعيا لا بد ما تكون هناك ردة فعل من المندفعين والذي حدث أكبر دليل على ذلك والحكومة الفرنسية ربما تعلم ذلك ولكن بسبب الحرية المُنفلتة هناك لا تفعل شيئا تجاه هذه الصحيفة أو غيرها وتسد بذلك باب ربما تأتي من خلاله رياح عاتية خسائرها كبيرة، كذلك الذي حدث قد يضر بمصالح المسلمين هناك ويشق عليهم فبعض الحماقات التي ترتكب تضر أكثر مما تنفع وخاصة كما أسلفت تجاه الأبرياء هذا إذا ما علمنا أن الملايين من الجاليات المسلمة تعيش هناك في أوضاع ربما لا تجدها في أوطانها وتعيش حياة كريمة والذي حدث لا يخدم ذلك بأي صورة من الصور، فالتعايش السلمي على مبدأ لا ضرر ولا ضرار مبدأ سام قد يجنب الشعوب كثيرا من الشرور ويمكن الاعتراض على أي حدث بالطرق السلمية والحضارية المعروفة وليس بالطرق البشعة والتي تولد ردة فعل لها انعكاسات غير محمودة بمزيد من العنف والكراهية والتضييق والملاحقات القانونية وغير القانونية والنزعات العنصرية،،،وإذا كانت الراحلة مس تاتشر لقبت بالمرأة الحديدية فالسيدة ميركل رئيسة الحكومة الألمانية هي السيدة الداهية قد سبقت بالأمس القريب غيرها في الخروج في مظاهرة مع رئيس الدولة وبقية المسئولين مع الجالية الإسلامية هناك لرسم صورة تلاحمية تقول بأن المسلمين نسيج أساسي من جمهورية ألمانيا وجزء لا يتجزأ منها وإن ليس هناك مكان للعنصرية ورفض الآخر.