11 سبتمبر 2025

تسجيل

الحلم يأبى الانكسار وسينتصر حتماً.. المقاومة تقدم الدليل

17 ديسمبر 2023

الحلم يحفز العقل لإنتاج الأفكار الجديدة، ويدفع الوجدان لينطلق في فضاء التعبير عن مشاعر إنسانية، ويطلق الخيال، ويحرر النفس من قيود الواقع.. لذلك احلم لتعيش وتتقدم وتبدع وتبني المستقبل. والأمة التي تمتلك حلما تتحدى الواقع وتغيره وتقاوم وتخطط، وتؤهل القيادات التي تتحمل مسؤولية بناء المستقبل.. وهذه القيادات تكسب العقول والقلوب عندما تعبر بقوة عن الحلم وتعمل وتكافح وتضحي من أجل تحقيقه. والحرية أساس كل حلم، فقلوب الأحرار ترفض العبودية، وسواعدهم تكسر القيود، وتحطم الأغلال، وترفض الخضوع لشروط الواقع، ومقاييس القوة المادية الصلبة. كما يرتبط الحلم بالمبادئ والقيم والأخلاقيات والحضارة والثقافة والتاريخ والهوية ؛ فالأحرار لا يحلمون لتحقيق مجدهم الشخصي، ولكن لتنتصر أمتهم، ويقدمون للبشرية انجازات حضارية. لذلك كان المسلمون يحلمون بأن يحملوا المعرفة التي أنعم الله بها عليهم، ليضيئوا بها حياة البشرية ؛ فالمعرفة أساس الحرية، ولذلك يخضع الجهلاء للقيود التي يفرضها الطغاة، ويملأ الخوف قلوبهم من قوة الاحتلال الغاشمة. وبهذه المعرفة الاسلامية العظيمة كان المسلمون يحلمون بتحرير البشرية من العبودية لغير الله، لتنطلق العقول والسواعد تبني الحضارة وتعمر الأرض. هذا الحلم العظيم تحقق في أقل من قرن من الزمان، فارتفعت سيوف الحق تقاتل الطغاة، لتفتح المجال أمام كل إنسان ليختار ويقرر ويفكر، ومن المؤكد أنه عندما يجد نفسه حرا يختار الحق، ويفتح عقله وقلبه لنور الاسلام، ويتعلم العلم ليعلمه، ويحمل الرسالة، فالحياة بدون قضية ورسالة لا معني لها. هكذا ترتبط الحرية بالمعرفة وكرامة الانسان ووظيفته، فيعمر الأرض ويبني الحضارة، ويعبد الله. لذلك احتل تحرير فلسطين من الاحتلال الروماني مكانته في حلم الأمة الإسلامية ؛ حيث ترتبط حرية البشرية كلها بتحرير فلسطين، فعندما حررها المسلمون بدأت الامبراطورية الرومانية تتهاوى وتنهار ؛ فانطلق المسلمون يحررون مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وافريقيا والأندلس.. وتمكن المسلمون من إقامة حضارة عظيمة تمتع في ظلها الجميع بالحرية والكرامة والمعرفة والايمان بالله. تحرير فلسطين يعني سقوط الطغاة التابعين لأمريكا، الذين تم تعيينهم لحماية أمن اسرائيل، وفرض سيطرتها على المنطقة.. وهذا يشكل بداية انطلاق الأمة لتبني المستقبل، وتقيم الحضارة الاسلامية. هل يمكن تحقيق هذا الحلم ؟! قدمت حماس والجهاد للأمة الدليل العقلي والعملي على امكانية تحقيق الحلم، وهذا يعتبر أهم انجازات المقاومة القلسطينية التي واجهت قوة جيش الاحتلال الاسرائيلي الغاشمة، وأثبتت زيف الخرافة التي روجتها الدعاية الصهيونية، فها هو الآن يقهر في مخيمات غزة التي دمر بيوتها ؛ فخرج له الأبطال من بين الركام يقاتلونه وجها لوجه من المسافة صفر. بذلك أعادت المقاومة الأمل للأمة، وأوضحت لها أنها تستطيع أن تفعل، وتحقق الانتصارات عندما تمتلك ارادتها، وتخطط لتحقيق حلمها، وتنتزع حقها في اختيار قيادات تثبت بكفاحها وتضحياتها أنها أهل للحصول على مجد تحرير فلسطين. الحلم النبيل العظيم يعود الآن إلى خيال الأمة الإسلامية، بعد أن خضعت طويلا للاستعمار والطغيان بسبب الخوف من القوة الغاشمة التي أثبتت غزة أنها يمكن أن تنكسر في مواجهة ارادة شعب يصر على تحقيق حلمه. من حقنا الآن أن نحلم ؛ لكن يجب أن نطلق خيالنا، ونشحذ عقولنا لنخطط لتحرير فلسطين، ويجب أن ننتفض لننصر اخواننا في غزة الذين يضحون من أجل تحقيق حلمنا وحماية كرامتنا. وأنت تستطيع الآن أن تسهم في تحقيق حلم الأمة، فهناك الكثير من الوسائل، ولو حررت خيالك من الوهن ستكتشف أنك يمكن أن تنتج أفكارا جديدة، وأنك يمكن أن تكون فاعلا في تحقيق النصر. يمكنك أن تحلم مع الأحرار بتحرير فلسطين ؛ فهذا الحلم يمكن أن يحرر إرادتك، ويشحذ عزيمتك ؛ فميادين الحرية تحتاج إلى عقلك وأفكارك. الحلم يجعلك تنتفض وتغير الواقع ؛ فاحلم لتنهض وتثور وتنتزع حريتك، وتسهم في تحرير فلسطين.