19 سبتمبر 2025

تسجيل

صمتنا.. خزي وعار

17 ديسمبر 2023

الصمت الدولي تجاه المجازر الإسرائيلية جريمة وإهانة للإنسانية التي كرمها الله، وتواطؤ مع جرائم الحرب، التعنت الأمريكي دعوة لاستمرارية المجازر البشعة بشتى أنواعها يتناقض مع دعوتها للحقوق الإنسانية ويجهض مساعي مجلس الأمن لوقف إطلاق النار، وكشفت تلك الدعوة الغطاء عن معول الإرهاب الذي تمارسه أمريكا والدول الغربية الذي هو سلاحها في اتهام الإسلام والمسلمين، الصمت العربي والإسلامي مؤلم في حق أبناء غزة الذين يعانون الأمرَّين: من جهة التجاهل العربي والإسلامي تجاه قضية واحدة، يحملون لواءها كقضية دينية إسلامية، ومن جهة البشاعة الصهيونية في جرائمها المتواصلة، هم يدفعون الثمن بأساليب التعذيب الصهيوني وبشاعته، حرق وخنق وطعن وتجويع واغتصاب وأسر،، جرائم بشعة فردية وأسرية وجماعية لا تتوقف تقشعر منها الأبدان، وتشعرنا برخص الدم الإنساني الذي كرّمه الله في كتابه، ولم يجد من يوقف سيلانه، الحكومات العربية والإسلامية المسؤولة عن هدر دماء أهل غزة لا تدرك المسؤولية أمام الله [وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ * مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ * بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ]، كما لا تدرك بفكرها الأهداف الأمريكية والصهيونية إزاء ما يحدث اليوم، إذن ماذا بقي؟! وماذا ننتظر؟! سياسيًا السفارات الإسرائيلية تمارس عملها في بعض الدول العربية والإسلامية، اقتصاديًا المحلات التجارية الكبرى التي تمول العدو تمارس تجارتها بكل أريحية، وما زالت منتجاتها تطفو في أسواقنا، أي مقاطعة نتحدث عنها؟!!، ليس هناك بادرة من أي دولة باتخاذ موقف جاد وحاسم تجاه الممارسات الإسرائيلية المتزايدة في بشاعتها بالمقاطعة!! ألا ندرك أن الصمت الدولي العربي والإسلامي يفجر جرائم الاحتلال، إذا كانت حكوماتنا العربية تفرش البساط أمام منتجات شركات الدول المتحالفة مع الكيان الصهيوني المحتل دون مقاطعتها والذي يعتبر المعول الأول لإمداد جيش الاحتلال بالآليات الحربية كيف ننتصر؟!!، وما زال العلم الإسرائيلي يرفرف على السفارات الإسرائيلية في بعض الدول الإسلامية دون تلويح بإغلاقها وطرد السفير،، يعز علينا أن نصل إلى هذا الخزي والهوان والذل، نتيجة صمتنا تجاه دولة تمارس العبث والعنف والهمجية بآلياتها الحربية من سوريا إلى لبنان وبكثافة اليوم في غزة. مظاهرات الشعوب بالآلاف اليوم في العواصم العالمية والأمريكية والأوروبية هو السهم الموجه للاحتجاج وضرورة المقاطعة وتؤكد لنا الرفض للممارسات الإسرائيلية، دول أمريكا اللاتينية نموذج هي الأبرز في موقفها تجاه البشاعة الإسرائيلية، حيث استدعت سفراءها في إسرائيل، وقامت بوليفيا بوضع إسرائيل في قائمة الإرهاب وألغت إعفاء التأشيرات على مواطني إسرائيل، هكذا يجب اتخاذ مثل تلك المواقف الفعلية ليس مع إسرائيل فحسب وإنما مع الدول المتحالفة وأمريكا، فمتى نرى مثل هذه المواقف الحاسمة والخطوات العملية من أصحاب القرار في الدول العربية والإسلامية… ومتى نتخلص من الهيمنة الرقمية الغربية الصهيونية؟!!!! ولكن رغم الخذلان والهيمنة والانبطاح إلا أن فلسطين تبقى قضية الشارع العربي والإسلامي إلى الأبد،، والدفاع عن المسجد الأقصى سيبقى قائمًا وتتوارثه الأجيال، فالصحوة بأهمية فلسطين والمسجد الأقصى والقدس اليوم مع «طوفان الأقصى» قائمة وشقت طريقها في الفكر الإنساني.