15 سبتمبر 2025

تسجيل

الاحتفال باليوم الوطني تتويج لإنجازات الوطن

17 ديسمبر 2018

صاحب السمو حقق العديد من الإنجازات الداخلية والخارجية العالم يشهد بنجاح قطر في كسر الحصار وإفشال أهدافه قطر وقفت مع أشقائها العرب للنهوض بمجتمعاتهم وشعوبهم غوتيرش يشكر قطر على الجهود المبذولة لدعمها العمل الإنساني قطر تقدمت على الدول العربية في تصنيف التنافسية العالمية قطر سباقة في دعم المشاريع الثقافية ورعاية الصروح المعرفية في العالم العربي تشهد قَطر في الثامن عشر من شهر ديسمبر في كل عام احتفالاً كبيراً بيومها الوطني، الذي يمثل هويّتها وتاريخها العريق، ويجسد القيم والمبادئ والمثل والآمال التي أُقيمت عليها الدولة، حيث أصبحت فيه قطر دولة واحدة يسودها الأمن والأمان والرخاء، ولابد للتاريخ الحديث في هذا اليوم أن يقف عند المرحلة التي بناها أمير البلاد المفدى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله، ويذكر بمداد العزِّ المواقف الحكيمة والإنجازات النوعية التي حققها سموه في فترة توليه الحكم منذ ما يزيد على خمسة أعوام. تولى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مقاليد الحكم في 25 يونيو 2013م بعد تنازل الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في خطوة غير مألوفة في العالم الخليجي والعربي، وكان عمره 33 عاماً، وهو بذلك يعدّ أصغر حكام العرب ‏سناً، ليمثل بذلك الجيل الجديد في المنطقة العربية، ويعبر عن صوت الشباب العربي وروحه ‏وعقله، في خطوة كانت محل نظر وترقب من الجميع؛ لأن نجاح القيادة الشابة من شأنه أن يفتح المجال لاستلهام التجربة ‏وتكرارها في العالم العربي. وقد نجح سموه في تحقيق العديد من الإنجازات ‏الداخلية والخارجية لبلاده، والذي سار على نهج الأمير الوالد في إكمال المسيرة في ترسيخ السياسة الخارجية التي تقوم على احترام الدول والتدخل الفاعل في الوساطات وتطوير العلاقات وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتعزيز ثقافة حل الأزمات العربية والمشاركات الدبلوماسية النشطة، مع وضع مصلحة الدولة والشعب على رأس أولوياته.‏ وقد شهد عهده دوراً سياسياً مميزاً على المستوى العربي والإقليمي والعالمي، واستطاعت الدبلوماسية القطرية أن تؤدي دوراً مهماً في حل أزمات الرهائن التي تعد من أبرز الملفات الشائكة، حيث تقف معظم دول العالم عاجزة أمامها، فساهمت في الإفراج عن الجنود الفيجيين التابعين لـقوة الأمم المتحدة المراقبة لفض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا في الجولان في سبتمبر 2014م، والإفراج عن الصحفي الأمريكي «بيتر ثيو كيرتس» المختطف في سوريا، والتفاوض على تبادل الجندي الأمريكي مع خمسة من سجناء طالبان، وإطلاق سراح الصحفي الياباني «ياسودا» الذي كان مختطفاً في سوريا أيضا. وترتكز السياسة الخارجية التي أرساها صاحب السمو في الحفاظ على القيم والمبادئ في كل التعاملات، ودعم الشعوب العربية، بما يحقق السلم والأمن الدوليين، فعلى المستوى الخليجي، شدد الأمير المفدى على أن المجلس الذي يجمع الدول الخليجية سيظل هدفاً سامياً، ومنه «نتطلع إلى الاتحاد العربي، إزاء التحديات التي تحيط بنا، فلا يجوز أن ننشغل بخلافات حول التفاصيل»، وعلى أن «مجلس التعاون هو المنظمة الخليجية الفاعلة على المستوى العربي»، وذلك بالرغم من الحصار الجائر على دولة قطر وشعبها من ثلاث دول خليجية شقيقة، وليس آخرها ما قاله سموه حفظه الله في افتتاح منتدى الدوحة في دورته الثامنة عشرة (السبت الماضي) في تشديده وتأكيده على أنه لا حل للأزمة الخليجية إلا برفع الحصار والحوار على أساس الاحترام المتبادل بين الدول. أما على المستوى العربي، فقد دعم الأمير الشعب التونسي مادياً وسياسياً للحفاظ على نجاح تجربتها الديمقراطية، ودعا القوى السياسية الليبية كافة إلى اتباع طريق الحوار الوطني للتوصل إلى صيغة مشتركة تلبّي طموحات الشعب الليبي، كما دعا إلى دعم استقلال اليمن واستقراره والانتقال السياسي فيه للحفاظ على إنجازات الشعب اليمني، ووقف إلى جانب قيام دولة عراقية موحدة بعيدة عن الانقسامات واللغة الطائفية، وأبقى على موقف قطر الثابت في دعم الشعب السوري ومساندته للدفاع عن نفسه في غياب الحل السياسي أمام ما يتعرض له من النظام السوري. وقد تميزت قطر في سياستها بسخاء وعطاء نادرين، فكانت السباقة في مضمار الخير والعمل الإنساني، حيث شملت بمبادراتها الشرق الأوسط ومناطق واسعة من العالم في تحالفات خيرية وإنسانية مع الأمم المتحدة بلغت في نهاية عام 2017 نحو 6 مليارات دولار أمريكي، وبذلك شكلت مساعدات قطر الإنسانية قلعة عالمية ومنارة للأعمال الإنسانية والإغاثية في تنمية المجتمعات الفقيرة وتخفيف معاناتها عبر الأمم المتحدة والجمعيات الخيرية القطرية، بحيث كانت توجيهات الأمير تتمثل بمساعدة أي منطقة منكوبة في العالم، وليس آخرها ما تم الاتفاق عليه ومن خلال منتدى الدوحة الذي عقد في اليومين الماضيين، وتم اتفاق دولة قطر مع الأمم المتحدة بدعمها بخمسمائة مليون دولار لدعم عدد من برامجها في العالم، ومن ضمن البرامج دعم الأونروا وتقديم المساعدة لها وهي الخاصة بمساعدة اللاجئين الفلسطينيين، وقد توجه الأمين العام للأمم المتحدة السيد انطونيو غوتيرش بالشكر لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى أثناء استقبال سموه له يوم أمس، لكل الجهود المبذولة من دولة قطر لدعمها العمل الإنساني. وقد امتدت أيادي قطر الخير لإغاثة لبنان والسودان وسوريا وليبيا واليمن والعراق وجزر القمر وميانمار وإندونيسيا والصومال واليابان بعد تسونامي وغيرها، وكان من أبرز ما قدمته على هذا الصعيد، المساعدات الخيرية للشعب السوري على مدى السنوات السابقة في مواجهة محنته العظيمة، والمد الإنساني لأهل غزة المحاصرة من خلال اللجنة القطرية لإعادة الإعمار والمساهمة في حل مشاكل الكهرباء وتسديد رواتب الموظفين، وتم تسيير قوافل العطاء القطري لفلسطين في مؤتمر المانحين في القاهرة في 12 أكتوبر 2014 لإعادة إعمار غزة لتبلغ نحو مليار دولار، وقامت بتمويل افتتاح مكتبة بيروت الوطنية بمبلغ 25 مليون دولار أمريكي، وتم افتتاحها في 6 /‏12 /‏ 2018م مؤخرا بحضور الرئيس اللبناني ميشيل عون. فمن خلال الأعوام الخمسة ونيف من حكم صاحب السمو، أصبحت الدوحة مركزاً حيوياً مليئاً بالثقافات والحوارات المتنوعة، وأصبحت عاصمة النمو العالمية، وذلك بفضل السياسات الاقتصادية القائمة على المعرفة والهادفة إلى تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، مما جعل اقتصادها الأعلى نمواً والأكثر استقراراً، وبالنظر إلى تقارير دولية وإقليمية، نجد أنها حققت تقدماً كبيراً في المجالات كافة، حيث قاد سموه جهود الدولة للفوز بحق استضافة بطولة العالم للسباحة عام 2014، ورعى مبادرات قطر للقيادات وريادة الأعمال والعلم والابتكار، ودعم الكثير من المشاريع الثقافية والعملية والفكرية، ومنها على سبيل المثال رعايته الكريمة لأحد أكبر الصروح المعرفية الرائدة في العالم العربي (معهد الدوحة للدراسات العليا)، فضلاً عن إطلاق معجم الدوحة التاريخي للغة العربية كأول مؤسسة لرعاية اللغة العربية، ويعد المعجم أول موسوعة للغة العربية في التاريخ الحديث، والذي تم تدشينه بحضور حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في العاشر من الشهر الجاري. وفي فترة حكمه أيضاً تقدمت قطر على الدول العربية والشرق أوسطية وجاءت في المرتبة (11) عالمياً في تصنيف التنافسية العالمية الجاذبة للمستثمرين، ودعمت قطر منظومتها الدفاعية والأمنية والاستثمارية بمختلف أوجه التعاون مع أكثر من عشرين دولة حول العالم، وبالأخص مع دول ذات ثقل عالمي مثل تركيا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان وماليزيا، وافتتح الأمير ميناء حمد في سبتمبر 2017م، حيث أطلقت الشركة القطرية لإدارة الموانئ (موانئ قطر) خمسة خطوط ملاحية مباشرة بين الميناء وموانئ أخرى عالمية. ويعد أكبر إنجاز لدولة قطر في عهد صاحب السمو هو التصدي بنجاح للحصار الجائر وإفشال أهدافه واستنهاض عزائم وطاقات أبناء الوطن والمقيمين على هذه الأرض للابتكار وإيجاد البدائل، والاعتماد على الذات للنهوض بها في شتى المجالات، كما استطاعت قطر فتح خطوط جوية جديدة لمواجهة الحصار الجوي وفتحت خطوطا ملاحية جديدة مع الموانئ العربية والإقليمية والدولية، وفازت الخطوط الجوية القطرية لهذا العام بجائزة أفضل خطوط طيران في العالم للمرة الرابعة في تاريخها، وحاز مطار حمد الدولي مطلع العام الجاري المرتبة السادسة كأفضل مطار في العالم (جائزة سكاي تراكس العالمية 2017/‏2018)، كما حاز المطار جائزتي أحسن مطار في الشرق الأوسط، وأحسن خدمة موظفين في الشرق الأوسط ضمن (معرض مبنى المسافرين) في أمستردام، وفي مجال الصناعة والطاقة تمت الموافقة على إنشاء أكثر من 60 مصنعاً جديداً بعد اتخاذ الخطوات اللازمة لدعم القطاع الصناعي في مواجهة الحصار المفروض، ودشن الأمير مشروع مصفاة (لفان 2) في 20 فبراير 2018م. وتصدرت قطر في عهد أميرها الشاب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله، للعام التاسع على التوالي قائمة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤشر السلام العالمي، واحتلت المرتبة الـ (30) على المستوى العالمي حسب تقرير معهد لندن للاقتصاد والسلام، وحلت في المرتبة الأولى عربياً والتاسعة عالمياً في جودة التعليم. ويعدّ مشروع استضافة قطر لمونديال كأس العالم 2022 الخطوة المعجزة المستمرة في طريق تطوير الذات من خلال إقامة شبكات ضخمة من البنى التحتية كالجسور والطرقات والأنفاق والجزر الاصطناعية والحدائق والملاعب والمتنزهات والمراكز الثقافية. وفي هذا اليوم العظيم يوم احتفال قطر بيومها الوطني، ستبقى حرّة، ودروب المجد تؤدي إليها، بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، الذي يُقدم نموذجاً ناجحاً لقيادة ‏الشباب في إدارة شؤون الحكم، وسط محيط يغلب على حكمه الكهول من زعماء الشرق الأوسط.. وإن إحصاء عام كامل من الإنجازات لدولة قطر يصعب حصرها، فالتميز القطري حضر دبلوماسياً واقتصادياً ورياضياً ومعرفياً وأمنياً وإنسانياً وحقوقياً، واحتفال الدولة بيومها الوطني ما هو إلا تتويج فوق صرح الإنجازات لهذا الوطن وأرضه الطيبة المعطاءة، عاما بعد عام في ظل أمير الحكمة والتنمية والسلام.