14 سبتمبر 2025

تسجيل

اليوم الوطني وصناعة التاريخ

17 ديسمبر 2013

التقدم بالشيء وهو في سبيله نحو سماء التألق، وتحديداً حين ينطلق؛ كي يبرز أكثر، يحتاج وبشكل دائم إلى التطور، الذي يفصله عن كل ما كان عليه ليتميز به من خلال ما سيكون منه، فوحده التطور ما يمكن بأن يؤكد التقدم الذي نتحدث عنه، وعلى نموه الفعلي مع كل مرحلة تكون، وتشهد على ما كان منه في السابق، وما سينجم لاحقاً من (عملية التنقل) تلك، سيوضح حجم الجهود التي بُذلت وكانت؛ لتكون من بعدها الحصيلة التي سنخرج بها، بمعنى أننا وفي سبيل إدراك حجم التقدم الذي أحرزناه فنحن بحاجة لمعرفة مدى التطور، الذي كان منا مع كل مرحلة أقدمنا عليها من قبل، وحين يرتبط الأمر بحبل زمني يمتد من وإلى، فنحن بحاجة ماسة إلى معرفة ما الذي كان من قبل؛ لنعرف ما الذي سيكون لنا من بعد؛ كي تتضح الصورة أكثر فندرك حقيقة ما نقوم بفعله.. إن هذه الأيام وما تحمله لنا من تحضيرات جادة؛ للاحتفال باليوم الوطني تطل في ذات التاريخ من كل عام وسط عرس وطني يلتحم فيه الجميع، بعد أن تنصهر كل الاختلافات، ونتحرر من كل شيء يمكن أن يجمعنا سواه التفكير وبشغف كبير بهذا اليوم وما يمكن أن نقدمه لقطر فيه، والحق أن ما نفكر به وما نسعى إليه؛ كي نُقدمه، يمثل ما نحبه ونريده لنا؛ ليكون منا لقطر، فالطبيعي أن كل فرد يحلم ببلوغ القمة، وهو الأمر ذاته لقطر، فإن أقدم على كل ما سيأخذه نحوها فلاشك بأن تلك القمة التي سيبلغها ويُعرف بها، هي ذاتها تلك التي تُعرف بها قطر، وستظل معروفة بها بمزيد من الإنجازات التي يجدر بنا أن نقدمها ونتقدم بها في كل عام، وحين يحين تاريخ اليوم الوطني يكون كل واحد منا قد أضاف جديداً على تاريخ قطر، يسمح له بأن يحتفل باليوم، وهو يدرك تماماً هوية تلك الإنجازات التي تُكلل قطر، حتى جعلتها قِبلة للنجاح، يتابعها كل من يبحث عن التميز والتفرد. التحضيرات التي نصبغها بصبغة وطنية في هذا اليوم لا تكون من أجل يوم واحد فقط تنصب فيه، ومن بعدها ينتهي كل شيء!! ولكنها تلك التي تمتد؛ لتتجدد كل عام وبذات التاريخ الوطني، الذي يجمع في جعبته كل الأحداث الصغيرة والكبيرة؛ ليحفظها في ذاكرة الزمن كمخزون عظيم ستدركه الأجيال القادمة، التي ستستند عليها كمرجع تعود إليه بين الحين والآخر، يساعدها على إدارة مستقبلها كما يجب؛ لتتابع مسيرة النجاح والتفوق، ونكون بذلك ـ ومن خلال ما قد سبق لنا أن ساهمنا بتقديمه ـ كمن صنع التاريخ للتاريخ، ومهد الطريق لكل من سيأتي من بعد، ولكن بشكل احترافي يضمن للمستقبل ما سيكون له منه. القائد والمُلهم إن الاحتفال باليوم الوطني يترجم ما نحمله في قلوبنا ويظهر من خلال توفير مظاهر الاحتفال كما يليق، وهو ما يمدنا بشحنات إيجابية تضاعف توهجنا كل العام؛ لننجز أكثر وبشكل أكبر يسمح لنا بأن نبرز بإنجازاتنا، التي تُحسب لنا ولقطر، وما سنكتسبه يوم غد من شحنات إيجابية يجدر بها، أن تحملنا على العمل وبجد حتى العام القادم بمجالات مختلفة نحبها، ويمكن أن نتميز بها فنقدم أفضل ما لدينا ونتفوق به؛ كي نرفع اسم قطر عالياً وسط سماء المجد، كما هو الحال الآن بفضل من الله أولاً، يليه فضل جهود حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الذي صب الحكمة والطموح في قالب سينسكب خيره على قطر، وسيشهد له التاريخ بذلك إن شاء الله، كما سيشهد على إنجاز كل من سيأخذ الأمر على محمل الجد؛ ليُعرف عن نفسه وغاياته السامية من خلال ما سيقدمه باسم الوطن في اليوم الوطني، الذي نحسبه صفحة تفخر بما يُسجل عليها من إنجازات لابد أن تكون؛ كي نحلق بها فنصل. العادة بأن ينطق هذا العمود بكلمات صالحة للنشر، وما نملكه اليوم ولهذا اليوم الغالي علينا جميعاً هو ما سيُوجه لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى: ثقتنا بك لجعل قطر على رأس قائمة المجد، تُكسبنا ثقة أكبر تحملنا على السعي؛ لتحقيق ذلك، فالنجاح مسؤولية لابد أن يتحملها الصغير والكبير، وقطر تكبر بكبر ما تُقدمه لها، فدمت لنا ولقطر قائداً ومُلهماً.