12 سبتمبر 2025
تسجيليُعد الفوز بثمار مستقبلية ناضجة نتيجة حتمية لامتداد كل الجهود الصادقة التي أخذت حيزها في وقت سابق؛ كي تكون واقعية وعلى أرض الواقع في وقت لاحق، بمعنى أن ما سيحصده أبناء الغد من ثمار عظيمة الشكل والمحتوى، ما هو إلا ذاك الامتداد الحقيقي لكل ما زرعه أبناء الأمس، ويحافظ عليه أبناء اليوم مع مراعاة نقطة هامة، ألا وهي ضرورة فعل ذلك وبعناية فائقة تنم عن اهتمام حقيقي يُساعد على تحقيق المُراد، والحق أن سير ذلك بخطوات سليمة، ثابتة، وغير مبُعثرة يُبشرنا بالخروج بنتائج إيجابية تبعث الآمال في النفوس، حتى وإن تعرضت حبالها لتهديد الانقطاع، الذي لن يتسبب بأي خطر حقيقي يمكن بأن يُهددها وذلك؛ لأنها أصيلة لا تخالطها الشكوك أبداً، وعليه فإن اعتماد هذه الحقيقة ضرورة نحتاج إلى التمسك بها وعلى الدوام؛ في سبيل زعزعة كل المخاوف حتى نصل لمرحلة الإطاحة بها؛ لاستبدالها بما هو خير وفيه من الخير الكثير، مما يمكننا الخروج به متى فكرنا وبشكلٍ جدي في كل ما سبق، أياً كان المجال المُراد خوضه، وبما أن المجال المسرحي هو ما يشغل قلمي الهائج في الوقت الحالي، فلاشك بأني سأميل إليه للتحدث عنه وفي القلب فرحة قد طلت ببزوغ أمل جديد نرجوه من تعاون وتكاتف الطاقات المسرحية الشابة، التي قررت (أخيراً) تكوين فرقة مسرحية خاصة بها تسعى إلى التقدم بالكثير من الأعمال، التي مرت بمرحلة التخطيط، وتجاوزت مرحلة الإعداد، حتى بلغت (مرحلة التنفيذ) بعد أن قررت تسخير كامل جهودها؛ لصبه في قالب مسرحي يهتم بالمسرح وبشكلٍ عام، والمسرح الشبابي وبشكل خاص، اختص وانفرد بتأهيل ما يستحق التأهيل، وصقل ما يستحق الصقل من أجل تزويد الساحة بنماذج جديدة وجيدة تليق بالحركة المسرحية هنا في قطر، ويكفينا حين نصل إلى هذه النقطة بأن يرفع كل واحد منا قبعته؛ تعبيراً عن إعجابه واحترامه لكل ما سندركه وبعد حين من الزمن إن شاء الله. وماذا بعد؟هناك العديد من الآمال المُعلقة حول عنق المسرح الشبابي، الذي أخذ على عاتقه مهمة النهوض من جديد؛ كي يتقدم بأعمال جادة ومتدفقة طوال العام ودون أن ترتبط بموسم دون غيره؛ لذا وحين يتعلق الأمر بهذه الطاقات الشبابية، فلاشك أن الحيوية هي السمة الأساسية، التي ستُميز كل ما سيُقدم من أعمال، وستحتل رأس القائمة؛ ليعقبها التنوع في اختيار القضايا المُراد تسليط الضوء عليها؛ للحصول على كافة النتائج المرجوة منها، والتي تعتمد على الطاقات القادرة على الاندماج وبشكل فعلي بين شرائح المجتمع؛ للخروج بكل الهموم، التي تأخذ حيزاً فعلياً من حياتها يؤثر بشكلٍ أو بآخر عليها، ويحتاج لمن يوقفه عند حده. أخيراً وحين يكون الحديث عن القائمة التي ستتناول سمات ومميزات الطاقة الشبابية التي ستتولى إدارة المسرح الشبابي فيجدر بنا الإشادة بسمة أساسية، ألا وهي القدرة على التجديد في الطرح، الذي يمثل عائقاً أساسياً يقف للكثير من الأعمال –المتوقع نجاحها- بالمرصاد، ويحول دون تجاوزها لذات المرحلة التي لا تتجاوز حدودها، ولطالما عانى منها من قد عانى؛ بسبب توقف الحال وعدم القدرة على ابتكار أي نوع من التجديد يساهم بإضفاء لمسة جديدة على العمل، الذي يلقى رواجاً هائلاً، وإقبالاً عظيماً عليه بمجرد أن يدرك من سيُقبل عليه أي نوع من التحديات في انتظاره. إن انطلاق هذه الفرقة المسرحية ذات الإدارة والإرادة الشابة بمثابة شعلة سيدور بها هذا الجيل؛ كي يُنير المسار الذي سيسلكه؛ في سبيل إزاحة كل العقبات التي ومن الممكن بأن تعترض الجيل القادم من جهة، وفي سبيل تسهيل الأمور المُعقدة من جهة أخرى، ومما لاشك فيه أن العمل سيحتاج للكثير من الجهود، التي لن تقع على عاتق هذه الزمرة فحسب، بل على عاتق كل من يتمنى للحركة المسرحية كل الخير الحقيقي، الذي لا يجدر به بأن يكون بلون واحد، ولكن بألوان عديدة تليق بالجميع.وأخيراًما لا يمكنني إغفاله وإسدال ستار كلماتي عليه دون المرور به، هو حفل تدشين الفرقة المسرحية الجديدة الخاصة بالمركز الشبابي للفنون، الذي حضرته يوم أمس وجمع كوكبة من عشاق الفن المسرحي فيه، وخضع لتنظيم كان هدفه الأول إعلان ولادة تلك الفرقة، التي نأمل منها الكثير، ونتوقع منها ما هو أكثر، وما علينا سوى الانتظار؛ لإدراك كل ما قد تمنيناه، والأمل بأن يتجاوز حدود الأمنيات، ويأخذ حيزه على أرض الواقع، تماماً كما سبق لمن سبق له وأن فعل، وهو ما يُحملني على توجيه شكري للفنان محمد البلم، الذي ترك بصمة جلية تستحق خالص الشكر وصادق الثناء.