13 سبتمبر 2025
تسجيلللخليجِ روحٌ جامعةٌ تفرضُ وجودَها في نفوسِ أبنائِهِ، وتبدو في صورٍ عِـدَّةٍ أظهرتَها صحيفةُ (الشرقِ) في تحقيقِها يومَ أمسِ بتركيزِها على الـمصيرِ الواحدِ الذي يجمعُنا، وهو أمرٌ رائعٌ صَيَّـرَ البطولةَ صوتاً لنفوسِنا الـمُتَطلعةِ لخليجنا الواحد.يهبُّ النسيمُ فجراً من عُمان حاملاً طِيبةَ قلوبِ أهلِـها، ويُعانقُ صباحاتِ الـمَـودَّةِ في الإمارات، ويَضُمُّ دِفْءَ الـمَحبةِ في قطرَ، وينتشي بعبيرِ الإنسانية في البحرينِ، ويزهو بتجدُّدِ الحياةِ في الكويتِ، ثم يندفع ليحتضنَ دياراً تعبقُ بالتاريخِ الحيِّ الذي يتنفسُ الإسلامَ الحنيفَ ويرفعُ صروحَ مدنيتِـهِ في الدولةِ الأمِّ، الـمملكةِ العربيةِ السعوديةِ.عندما نتحدثُ عن كأسِ الخليجِ، فإنما نروي قصةً أبديةً رائعةً يكتبُ فصولَها إنسانُنا العربيُّ الخليجيُّ بحروفٍ من العزيمةِ والإيمانِ بوحدةِ الـمصيرِ التي تجمعُنا وتُـوَحِّدُ جهودَنا في كلِّ الـمَجالاتِ. فالبطولةُ هي تلاقٍ لأرواحِنا، وتجسيدٌ لـمُنانا، يَـتَّخذانِ الرياضةَ مظهراً حضارياً نخاطبُ بهِ بعضَنا، ونُروي للدنيا ما نحنُ عليه، في واقعنا، من إنسانيةٍ وإبداعٍ وقدرةٍ على التجدُّدِ والتطوُّرِ اللازمينِ لكلِّ نهضةٍ تؤسِّسُ للمستقبلِ الـمُشتركِ.لم يسبقْ للبطولةِ، منذ انطلاقتِها الأولى في البحرينِ سنة 1970م، أنِ اتَّخَـذَتْ هذا الزَّخْـمَ من الحِرْصِ على إظهارِ ارتباطِها بحاضرِنا ومستقبلِـنا ومصيرِنا الـمُشترك، الذي طغى على ما عداهُ في نسختِها الحاليةِ. فالصحافةُ والإعلامُ في مجلسِ التعاونِ جَعلا منها منبراً لشعوبِـنا الـمُتمدنةِ الـمتحضرةِ الـمُتعاضدةِ تدعو منه لتفعيلِ الرؤى الداعيةِ لتوحيدِ دولِ الـمجلسِ اقتصاداً وتعليماً وإعلاماً وسياسةً خارجيةً مع الـمحافظةِ على الخصوصيةِ الوطنيةِ لـمجتمعاتِها، وهي جزءٌ من انتماءٍ وطنيٍّ للمجتمعِ العربيِّ الخليجيِّ.لقد نجحَ الإعلامُ والصحافةُ في توحيدِ النفوسِ، وتوجيهها للتفاعلِ مع البطولةِ كشأنٍ خليجيٍّ عامٍّ، فأينما حلَّ كأسُها فهو ضيفٌ يُشرِّفُ الجميعَ. وهذا أمرٌ يتفقُ مع الحتميةِ التاريخيةِ التي تخبرُنا أنَّ الأوطانَ تتجهُ نحو الوحدةِ إذا توافرتْ شروطٌ مُعَـيِّنةٌ نجدُها مُتَحَقِّقةً في بيتِنا الخليجيِّ الكبيرِ. ويقودُنا ذلك للبحثِ في الدورِ المهم الـمتعاظمِ للإعلامِ مستقبلاً بعدما تَبَـيَّنَ أنه الوسيلةُ الرئيسيةُ لصُنْـعِ التَّـوجُّهاتِ وصياغةِ البُنى الفكريةِ والنفسيةِ الـمطلوبةِ لإنسانِ الـمستقبلِ في دولِنا.