17 سبتمبر 2025

تسجيل

حكمة قادة (التعاون)

17 نوفمبر 2014

جاء قرار كل من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات ومملكة البحرين بعد لقاء القمة الطارئة لقادة التعاون في الرياض امس بعودة السفراء إلى الدوحة؛ بمثابة انتصار جديد لحكمة قادة دول مجلس التعاون وتأكيد على حنكتهم السياسية؛ التي تنطلق من مبدأ ان دول التعاون جميعها بمثابة شعب واحد؛ يربطهم مصير مشترك ويواجهون هموما واحدة؛ ولعل في ذلك وحده يكمن سر صمود كيان مجلس التعاون (البيت الخليجي) الذي يجمعهم امام الكثير من العواصف والاعاصير الاقليمية والدولية.وطوال الشهور الماضية كنا — ومعنا المواطن الخليجي — نثق في تلك الحكمة لدى قادة مجلس التعاون التي جعلت من ذلك — الاختلاف الأخوي — مجرد سحابة صيف؛ وكنا نراهن على نفس الحكمة ومعها الحنكة السياسية وقدرتهم على اجتياز تلك الازمة بالحميمية المعهودة بينهم؛ بعد ان لمسنا مدى المسؤولية الوطنية والقومية؛ التي تحلى بها الجميع على مدى الشهور الماضية في التعامل مع الازمة بروح اخوية رائعة؛ غيرعابئين بمحاولات بعض القوى الاقليمية التي حاولت تأجيج "الاختلاف" في الرؤى ونقله إلى دئرة "الخلاف" حول القضايا المصيرية بين الاشقاء للصيد في الماء العكر. بكل تأكيد يعد قرار إعادة السفراء إلى قطر إيذانا بفتح صفحة جديدة ستكون مرتكزا قويا لدفع مسيرة العمل المشترك؛ والانطلاق نحو كيان خليجي قوي ومتماسك خاصة في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة وتتطلب مضاعفة الجهود والتكاتف لحماية الامن والاستقرار فيها.لن ينسى المواطن الخليجي لقادته انهم ترفعوا خلال الشهور الماضية عن اية صغائر؛ ورفضوا الانسياق وراء حملات "الدس والوقيعة" التي ارادتها بعض "الابواق المتربصة" لإشعال نيران الفتنة بين الاشقاء؛ مستلهمين "روح التعاون وقيم الاخوة" وهم يتدبرون سبل تجاوز "اختلافهم العابر"؛ ليلقنوا بذلك الذين يضمرون السوء لكيانهم الغالي درسا لا ينسى في كيفية تعامل الاشقاء مع اختلافاتهم بلا ضجيج؛ وقد وضعوا نصب اعينهم حماية بيتهم الكبير من اى تصدع؛ وتغليب المصالح الوطنية الجماعية. وهكذا انتصرت حكمة القادة وحنكتهم في الابحار بسفينة مجلس التعاون نحو شاطئ الامان؛ سعيا إلى غد افضل لشعوبهم تعززه لحمتهم الوطنية.. هنيئا لشعوب دول التعاون بقادتهم الذين كانوا على مستوى روابط الاخوة وتسلحوا بقيم المسؤولية الوطنية؛ وهم يتدبرون سبل التقريب بين وجهات نظرهم لعبور اختلافهم الطارئ فعلاقات الاشقاء اقوى من أن تهتز او تعكر صفوها مثل هذه السحب العابرة.