09 أكتوبر 2025
تسجيلالخوف أصبح السمة السائدة على كل مسؤول وموظف في القطاعات الحكومية، وقد نلتمس العذر للموظفين كونهم يخشون الأضرار التي ستلحق بهم من قبل مسؤوليهم إذا تواصلوا مع وسائل إعلامية، ولكن ما المبرر لمحاولة المسؤولين منع موظفيهم من التواصل مع الإعلام، وعلى وجه الخصوص مع الصحافة!!في كثير من الأحيان يصرِّح لنا أحد المسؤولين بأن هذه الوزارة أو تلك تحذّر أي مدير إدارة أو رئيس قسم أو حتى موظف من الظهور والتواصل إعلاميا، وعند سؤاله لماذا؟ يقول لأن الهياكل لم تظهر حتى الآن!! ومن يحاول أن يخالف أمر المسؤول سوف يُعرِّض نفسه للعقاب وربما تغييره إن استطاعوا ذلك دون ضجة تصاحب التغيير!؟وحتى نكون منطقيين ولا نحكم على الآخرين بمجرد أقوال غير مقبولة ولا معقولة، حاولنا الاتصال بأكثر من مسؤول في عدة جهات حكومية مختلفة، ومع ذلك تبيّن تخوفهم من مجرد طلب مقابلة أو حوار أو مقابلة مسؤول! وتكون الإجابة المجمع عليها: ليس لدى من تطلبون مقابلته ما يمكن أن يكون صالحا للنشر! وعنها نرد عليهم بأن لكل إدارة أو قسم ما تقوم به ومن المستحيل أن تكون كذلك، اللهم الا إذا كانت لا تعمل ومنتسبوها لا يعملون، فمع ذلك يجب عليهم مخاطبة الجهات العليا لإلغاء هذه الإدارة أو القسم التي لم تقم الحكومة بإنشائها إلا لدور وجدت من أجله، فيتم توفير مبالغ طائلة على الدولة، فيكون الرد: لا ليس إلى هذه الدرجة!! فهذه الإدارة أو القسم لها أهميتها وعملها المنوط بها، ولكن لا تدعو للمقابلات وإجراء الحوارات مع مسؤوليها!!؟ لماذا هذا التخوّف المصطنع! ولماذا هذا الانعزال الأجوف! والله لا أجد عذرا لهم إلا لأحد الأمرين:الأول: أن الموجود في المنصب والذي يمنع التواصل معه غير كفء، وجاء بالواسطة، ولا يعرف من عمله إلا المكافآت والدورات الخارجية والسفر والترقيات والدرجات الاستثنائية، وهناك من يتستر عليه وعلى كل ما يقوم به!الثاني: أن الموجود كفاءة حقيقية وجدير بالموقع ويستحق أعلى من ذلك! ومجرّد ظهوره سيكشف أن في هذه الجهة أو تلك من أهم أكفاء ويستحقون الظهور والدعم، فيسعى من هو أعلى منه لإخفائه حتى لا يأخذ مكانه وهو الأحق منه!وفي الأخير أحب أن أؤكد أن الكلام المذكور لا ينطبق على الجميع، بل هناك جهات نتوجه لها بكل الشكر والتقدير والاحترام لكل ما تقوم به، فتواصلها راق، وردودها سريعة، ومعظم الطلبات التي تقدّم لها مجابة، وهذا هو المطلوب.