13 سبتمبر 2025
تسجيلمَثلَ هجوم حماس على إسرائيل المحتلة يوم السابع من أكتوبر الجاري، صدمة كبرى لها وللعالم وضربة قوية لسمعتها التي نشرتها بالبروباغندا الكاذبة حول العالم بشأن قوة «إسرائيل» ومناعتها وأمنها و»قبتها الحديدية»! لربما ان الوحيدين الذين لم تصبهم الصدمة هم الفلسطينيون الشرفاء. الهجوم العسكري الاستراتيجي الذي دبرته حماس بدهاء وذكاء لن يُمحى من ذاكرة المحتل رغم التدمير والإبادة الجماعية التي تفعلها إسرائيل المحتلة اليوم على الأرض في غزة. هذا الهجوم الصادم الذي أرجع إسرائيل المحتلة إلى واقعها المشين والمضطرب، جعل البعض يشبهونه بهجمات ١١ سبتمبر التي استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية في ٢٠٠١. وان الواقعتين لا تتشابهان مع بعضهما سوى في كونهما مفاجأة لإسرائيل المغتصبة والولايات الامريكية المتحدة. الهجوم الذي حصل ضد إسرائيل المغتصبة، كان هجوما منظما من قبل جبهة مقاومة- سواء اختلفنا أو اتفقنا مع توجهات حماس-. الهجوم كان ضد محتل ومجندين ومستوطنين وأراض اُحتلت بالدم والقوة. الهجوم كان ضد سلطة محتلة تجوب الأرض الفلسطينية المحتلة وغير المحتلة فساداً، وتأسر وتقتل من تشاء من الفلسطينيين، لا تفرق في ذلك بين الأطفال أو النساء أو الرجال سواء أكانوا حمساويين أو مسيحيين أو مسلمين، المهم أنهم فلسطينيون! الهجوم كان من قبل مقاومة كانت محاصرة وحبيسة سجن كبير منذ أكثر من ١٥ سنة في غزة! الهجوم كان من قبل أفراد، قتلت إسرائيل المحتلة وأسرت وجرحت معظم أفراد عائلاتهم! هجمات ١١ سبتمبر كانت من قبل إرهابيين جرحوا وقتلوا وروعوا المدنيين لأسباب سياسية. وطوفان الأقصى كان ضد مستوطنين ومحتلين ومُجندين دأبوا طوال العقود الماضية على ترويع وقتل وأسر الفلسطينيين أياً كانت توجهاتهم أو ديانتهم سواء أكانوا بالغين أم أطفالا. إذاً، فلا شبه بين الواقعتين، ولا شبه أيضاً بين طوفان الأقصى وحرب ١٩٧٣ بين مصر وسوريا وإسرائيل المغتصبة، سوى أن كلتيهما وقع في شهر أكتوبر- أدعو المحتلين أن يسمونه أكتوبر الأسود - وأنهما كان مفاجأة ونجاحا من ناحية كسر غطرسة المحتل الإسرائيلي. إسرائيل المتغطرسة ستحاول الآن الفوز بسمعتها وثقة مستوطنيها فيها من جديد عن طريق محاولة رد الصاع صاعين للغزاويين، بدل محاولة كشف أخطائها وإصلاحها وهجر فكر التيار اليميني المتطرف الذي يسيطر على حكومتها المحتلة اليوم، والذي كان سبباً في حصول هذه التداعيات الخطيرة من اليوم الأول. ستوجه إسرائيل المحتلة كل ترسانتها الأمنية والعسكرية نحو الفلسطينيين سواء أكانوا حمساويين أو غيرهم، سواء أكانوا أطفالا أم بالغين وتحاربهم بدل التعلم من أخطائها وأخطاء المحتلين من قبلها في التاريخ. فلا هي تعلمت من أخطاء فرنسا في الجزائر وأفريقيا، ولا هي تعلمت من أخطاء بريطانيا في الهند ومصر وجنوب أفريقيا. لربما على إسرائيل المحتلة تعيين مدرس تاريخ في حكومتها، ليعلمهم بأن الاحتلال لا يدوم، وأن صاحب الأرض راجع لا محالة إلى أرضه، طال الزمان أم قصر.