14 سبتمبر 2025

تسجيل

مشاعر سلبية

17 أكتوبر 2021

تتكون المشاعر لدينا من المواقف التي نمر بها، وإذا ما كانت المواقف إيجابية فإنها ستنعكس على صحتنا النفسية بشكل إيجابي والعكس صحيح، وأكثر المواقف التي تُحفر في الذاكرة والتي تكوّن اتجاهات الشخصية هي مواقف مرحلة الطفولة، فذاكرة الطفل تكون صفحة بيضاء وبتلقائية تحفظ المواقف سلبية كانت أم إيجابية، وكلما زادت المواقف السلبية التي يتعرض لها الطفل كلما أضر ذلك بتكوين سلوكياته وأثبتت الدراسات والأبحاث تأثير العنف والقسوة، ليس على نفسية الطفل، فحسب بل له أثر على المدى البعيد، ولعّل صفة العدوانية هي أكثر ما يظهر على سلوكيات الطفل وتتطور معه تلك الصفة كلما تَقّدم في العمر، كما قد يصيب العنف البدني للطفل لأمراض نفسية مثل الاكتئاب والقلق والخوف وتعاطي المخدرات والتبول اللاإرادي وضعف النمو الذهني، وله آثار جسدية فيشعر الطفل بألم في المعدة وصداع وضعف في التركيز. للأسف، إن البعض يجهل التعامل مع الأطفال ورغباتهم ويعتقد أنه يتعامل مع بالغ نفسه، فيتوقع منه أن يسمع الكلام أو النصيحة من أول مرة، ويتوقع منه أن يقوم بأداء المهام على أكمل وجه، وإذا لم يحدث ذلك فيفرغ البالغ شحنات الغضب على الطفل الذي قد لا يستوعب ما قد طُلب منه أو هو غير قادر على أدائه وهو ليس في مرحلة عمرية تجبره على الفهم والتصرف والاستيعاب بشكل محترف وصحيح! صادفت قصة في أحد حسابات شبكات التواصل الاجتماعي لولي أمر يشتكي على مديرة مدرسة ضربت طفلة أمام البقية بسبب تغيبها ليوم واحد، وتعتقد المديرة انها بذلك ستردع البنت من الغياب وستعتبر بقية الطالبات ولن يتغيب في المستقبل، في حين أنها ارتكبت جُرماً كبيراً في حق تلك الطفلة وكونت لديها عُقدة من المدرسة ستستمر معها للأبد، وربما ستعزف الطفلة عن التعليم بسبب ذلك، وأعتقد أن الإيذاء الجسدي والنفسي من أهم الأمور التي يجب تجنبها وعدم اللجوء إليها مع الأطفال أو حتى الكبار لما فيه من إهانة لنفسية وكرامة الشخص، ومتى ما شعر بالإهانة، فإنه قد يرتكب تصرفات عدوانية ستستمر معه مستقبلاً، وموقف آخر تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي حول إقفال إحدى المدارس أبوابها أمام مجموعة طلبة وصلوا متأخرين، وظلوا واقفيين أمام باب المدرسة في الشمس والحر دون أن يلتفت إليهم أحد، أو يحاول تَفهّم الظروف التي استدعت تأخيرهم ربع ساعة، خاصة وأننا نعلم الزحمة غير الطبيعية التي تواجه كل الموظفين والطلبة صباحاً، وعليه يجب وضع اعتبار لتلك الأزمة والاطلاع على ظروف الطالب الاجتماعية، ورصد عدد مرات التأخير ومحاولة حل المشكلة في مكان آمن، وفي الحرم المدرسي بعيداً عن الفوضى والتطاول في الكلام على الطلبة، لأن إغلاق باب المدرسة في وجه الطلبة يفتح لهم المجال للتسرب المدرسي دون علم الأهل كما يكون سبب كره الطالب للمدرسة وطاقمها، وبالتأكيد سينعكس ذلك على نفسيته وسلوكياته سلبياً! •يجب اختيار الكادر التعليمي بعناية وربما إجراء اختبارات تبيّن الصحة النفسية للملتحقين بالتعليم لأنهم السبب في نجاح أو فشل الطلبة علمياً ونفسياً وسلوكياً!! •كل من يتعامل بعنف وبقسوة مع الآخرين يعاني من اضطراب نفسي نتيجة لتعرضه لعنف في الطفولة فأحسنوا معاملة الأطفال لتحافظوا على صحتهم النفسية حتى لا تكونوا سبباً لعقدهم التي سيفرغونها في الآخرين! [email protected] @amalabdulmalik