07 نوفمبر 2025

تسجيل

المالُ الظبيانيُّ الحرامُ وانحطاطُ الإعلامِ المصريِّ

17 أكتوبر 2017

في مصر، حالةٌ من الانحطاطِ الحضاريِّ الشاملِ، حيثُ لا ينجحُ شخصٌ إلا إذا سجدَ في الهيكلِ السيساوي، وأحرقَ بخورَ النفاقِ أمامَ صنمِ قميءِ مصرَ وسفاحها: أبي الفلاترِ السيسي، وترنمَ بتراتيلَ من كتابِ الغدرِ والخيانةِ الظبيانيِّ. ولكي يكونَ الإنسانُ إعلامياً في هذا الجوِّ الموبوءِ بمعاداةِ الإسلامِ والعروبةِ، فعليه أنْ يتخلى عن الكرامةِ والشرفِ والأخلاقِ، ويتصرفَ كساقطٍ لا يخجلُ من اللهِ، ولا يستحي من الناسِ.لقد فقدتْ مصرُ مكانتها ودورها وتأثيرها منذ اشترتْ أبو ظبي القميءَ السيسي، واستعبدتْ بالمالِ الحرامِ الإعلاميينَ، وجنرالاتِ الجيشِ، والمنافقينَ من العلماءِ والدعاةِ المسلمينَ، ورجالَ الدينِ الأقباطَ. ورغم أنها تحولتْ في عهدِ القميءِ إلى دولةٍ فاشلةٍ اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، فإنَّ الساقطينَ والساقطاتِ في مجمعِ الصرفِ الصحيِّ المسمى بالإعلامِ المصريِّ لا يزالونَ ينتفخونَ كبراً كالطواويسِ، ويتقافزونَ كالقرودِ، وينعقونَ كالبومِ، و هم يتهجمونَ على قطرَ، قيادةً وشعباً، متوهمينَ أننا ننشغلُ بهم ونهتمُّ بسيولِ البذاءةِ والقذارةِ التي تفيضُ بها وسائلُ إعلامهم. ولو كانتْ في نفوسِ الانقلابيينَ والرعاعِ الإعلاميينَ ذرةٌ من شرفٍ ووطنيةٍ، لدفنوا أنفسهم خجلاً. لكنهم مسحورونَ بالمالِ الحرامِ الذي تصبه أبو ظبي والرياضُ في جيوبهم، منشغلونَ بالبحثِ عن وسائلَ جديدةٍ يبيعونَ بها ما تبقى من سيادةِ مصرَ ومستقبلِ المصريينَ المطحونينَ بالديكتاتوريةِ والإفقارِ والتهميشِ. ولأننا نعرفُ ذلك عنهم، فلم نتعاملْ معهم بجديةٍ، وإنما كنا نتابعهم لنضحكَ كثيراً على جهلهم ووضاعتهم، ولنشعرَ بالأسى على مصرَ التي أضاعوها بعدما كانت درةَ تاجِ الإسلامِ والعروبةِ.ولأنَّ الانحطاطَ مرضٌ معدٍ شديدُ الخطورةِ. فقد أصيبَ به الإعلامُ الهابطُ في أبو ظبي وتابعتها السعوديةِ، ووجدنا أنفسنا أمامَ حالةٍ غريبةٍ جداً في السعوديةِ بخاصةٍ، تنبغي دراستها بعنايةٍ. فالمملكةُ، منذُ تأسيسِ دولتها الثالثةِ في النصفِ الأولِ من القرنِ الماضي، تقدمُ نفسها كدولةٍ دستورها القرآنُ الكريمُ والسنةُ النبويةُ، وتحرصُ في تصريحاتِ مسؤوليها وإعلامها على التزامِ الأخلاقِ الرفيعةِ في الخصومةِ، والبحثِ عن حلولٍ وسط في خلافاتها مع الدولِ. لكنَّ خضوعها لصبيةِ دحلانَ في أبو ظبي، وإصابتها بعدوى الانحطاطِ الإعلاميِّ المصريِّ، أفقداها اتزانها، وجعلا مسؤوليها وإعلامييها يصلونَ إلى مستوياتٍ عليا في الانسلاخِ عن أدبِ وأخلاقِ الإسلامِ، وأصالةِ وسموِّ العروبةِ، فصارَ من العادي جداً أنْ يقوموا بالنيلِ منَ الأعراضِ، والتعرضِ للشعوبِ، وتهديدِ الدولِ ذاتِ السيادةِ بأساليبَ جاهليةٍ منحطةٍ.نحن لا نلومُ الساقطينَ السيساويين حين يشتموننا، لأنَّهم ناقصونَ وشتائمهم تثبتُ أننا كاملونَ. لكننا نشعرُ بحزنٍ شديدٍ عندما تعطيهم أبو ظبي وتابعتها السعوديةُ الضوءَ الأخضرَ لينالوا منا ومن أعراضنا وكرامتنا. والمأساةُ أننا صرنا نتعاملُ نفسياً مع هاتينِ الجارتينِ كدولتينِ متخلفتينِ حضارياً، ولا نستطيعُ النظرَ إليهما كشقيقتينِ كانتا يوماً جزءاً من نفوسنا وقلوبنا. لقد بينتْ جريمةُ الحصارِ، والجرائمُ التي رافقتها وأخرها جريمةُ التآمر على مرشحِ العربِ لرئاسةِ اليونسكو: د. حمد الكواري، أنَّ الهوةَ الحضاريةَ والأخلاقيةَ التي تفصلنا عن (الأشقاءِ) واسعةٌ. فهم لا يزالونَ يعيشونَ في عصرِ الجاهليةِ، ويريدونَ لشعوبهم أنْ تهللَ للتخلفِ الذي تعيشُ فيه، وتفرحَ للحرمانِ من الحرياتِ والحقوقِ. بينما ننعمُ منذُ واحدٍ وعشرينَ عاماً بنهضةٍ حضاريةٍ، ودولةِ مؤسساتٍ ينظمُ الدستورُ والقوانينُ شؤونها، وسقفٍ عالٍ من حريةِ التعبيرِ، ومستوى رفيعٍ من الكفايةِ والرفاهِ. ولذلك نتساءلُ عما إذا كان (الأشقاءُ) لم يروا أننا نرفضُ كلَّ ما يقدمونه لنا من أشخاصٍ هامشيينَ يشاركونَ في المؤامرةِ على بلادنا عن عمدٍ أو بغباءٍ منقطعِ النظيرِ.لقد ربحنا في انتخاباتِ اليونسكو احترامَ العالمِ، وازدادتْ وحدتنا الوطنيةُ صلابةً، وترسختْ في نفوسنا الثقةُ بأنَّ قطرَ بقيادةِ سموِّ الأميرِ المفدى تسيرُ بثباتٍ وعزيمةٍ نحو الغدِ. أما (الأشقاءُ) وعبيدهم السيساويونَ، فقد تمرغوا في وحولِ الانحطاطِ والغدرِ، وغاصوا أكثرَ في مستنقعاتِ الجاهليةِ والتخلفِ.