13 سبتمبر 2025
تسجيلأعلنت في الأسبوع الماضي، نتائج جائزة الحي الثقافي- كتارا، للرواية العربية، وهي الجائزة الأحدث والأهم من سلسلة الجوائز المكتسبة في السنوات الأخيرة، من أجل تكريم الأدب العربي والأدباء، وهي جوائز كان لابد منها، وذلك لأن الأدب العربي، أولا يستحق التكريم، وثانيا، لم يكن يحظ بأي اهتمام في الماضي، سوى من القراء فقط، وتبدو المؤسسات الرسمية، في كل البلاد العربية، غير مهتمة به. وحقيقة، بظهور تلك الجوائز المتعاقبة، وإمكان أن يحصل أديب على واحدة منها، أصبح ثمة طعم للإبداع، طعم مختلف كثيرا. لقد كانت نتائج كتارا في رأيي بالنسبة للأدب المنشور، لأن غير المنشور لا نعرف عنه شيئا، كانت عادلة فعلا، والروائيون الكبار الذين حصدوا الجائزة، هم كبار فعلا، ولطالما قدموا لنا أعمالا شاهقة، ويكفي الإشارة لرواية باب الشمس التي قدمها إلياس خوري منذ سنوات طويلة، وكانت ملحمة عن النضال الفلسطيني الذي شارك فيه إلياس نفسه. أيضا قدم لنا إبراهيم نصر الله ويحيى يخلف أعمالا كبيرة على مدى السنوات العشرين الماضية، وأرواح كلمينجارو التي حصلت على الجائزة، كانت رحلة إنسانية رائعة برفقة أطفال من فلسطين فقدوا أطرافهم، لتسلق جبل كليمنجارو، وكانت الرحلة في المكان وفي الوجع الفلسطيني أيضا، وبالرغم من أنني لم أقرأ راكب الريح ليحيى يخلف بعد، لكني أعرف كيف يكتب يحيى، وكيف يصنع من الوجع الفلسطيني والعربي عموما، أعمالا سحرية مدهشة.بالنسبة لجائزة الأعمال غير المنشورة، وهي جائزة مهمة في رأيي، ذلك أن التقييم يأتي لأعمال من المفترض أنها لم تقرأ بعد، ولا تملك سطوة أن تضغط المحكم ليميل لها أو يرفضها، كما تفعل بعض الأعمال المنشورة حين يكتب القراء آراءهم عنها، وبالتالي فإن تقييم مثل هذه الأعمال، قطعا يأتي صحيحا، وناضجا، وقد قرأت لمعظم من فازوا في ذلك الفرع من قبل، وفيهم من يستحق فعلا أن يحصل على جائزة تشجعه على الاستمرار في الكتابة.لقد كتب جيلنا والأجيال السابقة، في زمن لم تكن فيه الكتابة تعني الجوائز، لذلك تجد كل من كتب في تلك الفترة، كان عاشقا بالفعل للكتابة، وحين جاءت الجوائز بعد ذلك، وجدته عاشقا لا يزال، وإن نال جائزة، فقد نالها من ذلك العشق. الآن بعض من يكتبون من الأجيال الجديدة، يكتبون وأعينهم على الجوائز، لكن وبرغم ذلك، أحيى ما كسبناه لصالح الكتابة، ولن أتحدث عن السلبيات الموجودة في كل نشاط.