15 سبتمبر 2025

تسجيل

"الترامبية".. باقية وتتمدد

17 أكتوبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); على غرار الشعار الذي يرفعه "داعش" باقية وتتمدد، كذلك هي "الترامبية" وجدت لتبقى، ولا يبدو أنها سوف تزول قريبًا. لكن ما المقصود بالترامبية؟ بالطبع هذا المصطلح مشتق من اسم المرشح الجمهوري الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب، ولا يقصد بالترامبية بأنها نظرية سياسية لأن النظريات السياسية تستغرق وقتا لقياسها وسياسات لتبنيها للتأكد من صحتها من عدمها. لكن الترامبية هنا تعني هي كل ما يصدر من أفعال أو أقوال من المرشح الجمهوري، تلك الأفعال والأقوال لا تجري في فضاء واسع، بل لديها تبعاتها ونتائجها التي نراها في الولايات المتحدة، وخارجها، فالترامبية عابرة للحدود، ولا تقف عند شخص دونالد ترامب وحده، لكن الترامبية في الولايات المتحدة هي الأبرز. هنالك أسباب تجعل بعض الناخبين في الولايات المتحدة ينجذبون للترامبية، مثل: ١-ـ الشعبوية: وهذا الأمر يبرز في خطابات ترامب التي تستميل محدودي التعليم، والذين يؤمنون بنظريات المؤامرة، ويستخدم ترامب الديماغوجية لإقناع الناخبين بالصور النمطية والأفكار والقناعات السابقة التي يمتلكونها. لذا أكثر مؤيدي ترامب، هم رجال بيض ساخطون على الواقع، أصبحوا أقلية ضمن أقليات متعددة، بعضهم خسر وظائفهم وبعضهم متعثر اقتصاديًا. وبالطبع الشعبوية تعطي السلطة لمجموعة صغيرة من الناس ضد حكومتهم، وهذا ما يحاول ترامب فعله. ٢-ـ القومية: في الولايات المتحدة قرر الحزب الفيدرالي بإصدار قانون لإضعاف الحركة السياسية للمهاجرين من أيرلندا وفرنسا عام ١٧٨٩. اليوم القومية في الولايات المتحدة هي الوجه الآخر لعداء المهاجرين، حيث أصبحت من السمات الأبرز للترامبية. فترامب لا يكف عن تصريحاته المعادية للمسلمين، المكسيكيين، وغيرهم من حتى الأقليات والنساء، وفي أمريكا اليوم، القومية التي ينادي بها ترامب هي المرادف للعنصرية والعدائية لفئات عدة من المجتمع. ٣-ـ الشهرة: ترامب يعلم أن تصريحاته المثيرة للاستنكار ستجذب المشاهدين وستجذب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا وأن ترامب يتمتع بشهرة واسعة قبل خوضه انتخابات الرئاسة. فهو رجل أعمال معروف، وكانت لديه مشاركات تلفزيونية عدة وبرنامج قدمه شخصيا. لذا فإن ترامب لا يعد شخصا غير مألوف أو شخصا مجهولا تمامًا، لذا يشعر البعض بالاطمئنان نحو اختيارهم لترامب.٤ ـ ترامب من خارج المنظومة السياسية التقليدية: سبب آخر يدعو البعض لتأييد ترامب وبالتالي انتشار الظاهرة الترامبية، هو أن ترامب يأتي من خارج المنظومة السياسية، أي أنه وعلى عكس معظم الرؤوساء الأمريكيين فهو ليس سياسيا سابقا، فالبعض يرى فيه المرشح الصادق الذي سوف يساعد الناخبين لأنه لا يحتاج للشهرة أو المال أو المنصب، فهو يملكها جميعًا. من جانب آخر، ما يقوله ترامب من تصريحات معادية للإسلام والمسلمين كما يبدو في كثير من خطاباته التي تطغى عليها الفجاجة والوقاحة أحيانا، ونظرته الضيقة للعالم، فهي وإن خدمته لأهداف سياسية في الانتخابات، فلن تخدم الولايات المتحدة كدولة إن فاز في الانتخابات الرئاسية. فالمنطق الذي يتحدث به ترامب ضد المسلمين على وجه الخصوص هو ما يريده تنظيم داعش وهو يخدم التنظيم نفسه. كيف؟ من وجهة نظر التنظيم هنالك عالمان العالم الأول هو الغرب، والثاني هو الإسلام وأن الغرب يحارب الإسلام، وهو ما يتخيله ترامب ومؤيدوه بأنهم في حرب مع الإسلام. الأمر الآخر، أن الكراهية التي يشيعها ترامب لا ترفع من وتيرة جرائم الكراهية ضد المسلمين والإسلاموفوبيا كما تشير الأرقام فحسب، بل أيضًا سوف يحفز آخرين لارتكاب جرائم وعمليات إرهابية مثل هجمات الذئاب المنفردة، ردًا على ترامب ومناصريه. فتنظيم داعش، يركز في تجنيده على الفئات المستضعفة والمهمشة في المجتمعات. تلك الأسباب تجعل من ترامب أداة بروباجندا في يد تنظيم داعش، الذي يتمنى فوز ترامب كما يبدو في بعض محادثات التنظيم والمتعاطفين معه على وسائل التواصل الاجتماعي. لأنه من وجهة نظرهم، ترامب سوف يقوض أمريكا، ويجعلها أكثر هشاشة بسبب سياساته غير المدروسة، واندفاعه في اتخاذ القرارات كما يتبين في العديد من تصريحاته. ترامب يجعل البعض يتعجب كيف يصل شخص كهذا لأن يكون مرشحا رئاسيا، فهو لا يتوانى عن استخدام أكثر العبارات فظاظة ووقاحة كلما شاء وأينما شاء وعما يشاء. هذا التعجب يزول إذا أمعنا النظر في الناخبين الأمريكيين من مؤيدي ترامب. هنالك عبارة شائعة تقول إن "الناخبين يصوتون لمن يشبههم"، وليس الشبه هنا ظاهريًا، أو أيدلوجيا فحسب، بل هو أيضًا شبه يدخل في: كيف يرى الناخبون العالم من خلال مرشحهم. لذا حتى وإن خسر ترامب الانتخابات الرئاسية في الثامن من نوفمبر، فإن "الترامبية" وجدت لتبقى ولن تزول في أي وقت قريب، طالما أن هنالك من يؤمن بأفكار ومنطق دونالد ترامب.