14 سبتمبر 2025

تسجيل

صابك غرور..

17 أكتوبر 2014

يتصرف البعض من الناس وكأنهم مخلوقون من ذهب بينما غيرهم قد خلق من طين، ويتعاملون مع من حولهم بفوقية وبتعال حتى يظن من يراهم أنهم صفوة المجتمع وأنهم يحملون صفات ومزايا يتفردون بها، ولايحملها غيرهم.وحتى تصرفاتهم وأقوالهم تصبح مستمدة من شخصياتهم المتعالية، وشيئاً فشيئاً تتفاقم المشكلة على الأغلب لديهم حتى يصبح أحدهم منتفشاً يحمل حجماً بأضعاف مضاعفة من حجمه الطبيعي.يصيب مرض الغرور والتعالي كثيراً من الناس حين يمتلك أحدهم مالاً أو جاهاً أو منصباً أو جمالاً أو أي شيء آخر وهبه الله تعالى له، فيبدأ بالتعالي على من حوله ظناً منه أنه الأعلى والأفضل والأقوى، وينسى أن الله تعالى قد وهبه هذه النعمة لاختباره إن كان سيشكر أو سيكفر، يقول الله تعالى (ونبلوكم بالخير والشر فتنة) فالخير والنعم فتنة وابتلاء حتى يرى الله تعالى إن كان هذا العبد يعرف قدر ما وهبه الله تعالى إياه أم سيتعالى ويكفر بهذه الهبة.حين نتعامل مع أحد هؤلاء المرضى نشعر بأنه فرعون هذا الزمن فالبعض يتعالى بأنه من القبيلة الفلانية أو العائلة الفلانية، وبأن اسمه واسم عائلته يكفي لأن يكون في أعلى القائمة وفوق كل البشر، كيف لا وهو يتعالى باسم أبيه أو جده أو عائلته متناسياً أن أكرمكم عند الله أتقاكم، ومتناسياً أنه ليس الفتى من قال كان آبائي وأجدادي ولكن الفتى من قال هاأنذا.. والأفضلية في النهاية ماهي إلا بالتقوى كما جاء في شرع الله تعالى.ومضة:قصة واقعية تركت أثراً كبيراً في النفوس حين جلست امرأة بيضاء بجانب رجل أسود في الطائرة، فتضايقت جداً واستدعت المضيفة وقالت لها: ألا ترين الوضع السيئ الذي أجلس فيه بجانب رجل أسود، وأنا لا أستطيع أن أكون بجانب رجل مقرف، يجب أن توفروا لي مقعدا بديلا. قالت المضيفة: كل المقاعد مشغولة ولكن دعيني أبحث لك.. وعادت المضيفة بعد دقائق وقالت لها: سيدتي كل المقاعد مليئة بالدرجة السياحية ودرجة رجال الأعمال، ولكن يوجد مقعد واحد بالدرجة الأولى بالرغم من أنه من غير المسموح في شركتنا السماح لراكب درجة سياحية بالجلوس بالدرجة الأولى ولكن وفقاً للظروف الاستثنائية فالكابتن يشعر بأنه من غير اللائق أن نرغم شخصاً للجلوس بجانب شخص مقرف لهذا الحد. والتفتت المضيفة نحو الرجل الأسود وقالت: سيدي من فضلك احمل حقيبتك اليدوية واتبعني، فهناك مقعد ينتظرك بالدرجة الأولى.. في هذه اللحظة وقف الركاب مذهولين من موقف المضيفة وصفقوا لها بحرارة، لتأديبها السيدة العنصرية.فالناس سواسية كأسنان المشط، ولافرق بينهم إلا بالتقوى.