31 أكتوبر 2025

تسجيل

مجاملة الطغاة

17 أكتوبر 2013

المؤشرات التي يتجه إليها المجتمع الدولي في معالجة المأساة التي يعيشها الشعب السوري تكاد تقترب من مجاملة النظام ومكافأته على جرائمه وسفكه لأرواح قرابة مائة ألف سوري قضى عليهم في سبيل التشبث بالسلطة. فصرف الأنظار عن قتلى ماقبل استخدام الأسلحة الكيماوية يعني غض الطرف عن جرائم ومذابح نظام الأسد الدموية ضد السوريين على مدى الفترة الماضية منذ مارس 2011. لقد فوجئ الشعب السوري والمراقبون لمأساته ببروز قضية السلاح الكيماوي لتتصدر المشهد رغم أن القضية الأساسية التي ينبغي الانشغال بها هي إقصاء هذا النظام عن الحكم وملاحقة جميع رموزه على مااقترفوه بحق الشعب. إن التوقف عند محاسبة النظام على قتل الألف شهيد رغم عظم النفس البشرية يعني أن المجتمع الدولي يحاسب النظام على واحد في المائة فقط من جرائمه بحق الشعب الذي فقد مائة ألف بآلة النظام الطاغي الذي يتندر بأنه يجب أن يحصل على جائزة نوبل للسلام. والمراقب لتطورات الأحداث يلحظ إفراط الولايات المتحدة في التفاؤل تجاه الحل السياسي المزعوم للأزمة السورية وإمكانية تجاوب النظام مع مثل هذه الجهود، وهو مايعني مجاملة الطاغي على طغيانه. ومع اقتراب بلورة محاور مؤتمر جنيف 2 وفي ظل التقارب الغربي الايراني ومحاولات إحداث انشقاقات بين المعارضة السورية، تزداد مخاوف الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية بأن هناك صفقة ما يجري الاعداد لها ستكون على حساب دماء الشعب. إن اي معالجة للمأساة التي يعيشها الشعب السوري لا جدوى منها مالم تتضمن تنحي هذا النظام وانتقالا للسلطة والشروع في محاكمة رموزه وهي مطالب المعارضة ومطالب الشعوب العربية الحرة، فأي حل يبتعد عن تطلعات الشعب السوري ولا يراعي سوى مصالح اسرائيل والدول الكبرى ستكون صفقات مشبوهة ومتاجرة بدماء الشهداء لن يتقبلها الشعب الذي يحمل السلاح مجبرا في وجه النظام، وهو مايجب ان تلتفت اليه الجمعيات الانسانية والمجتمع المدني في الغرب والولايات المتحدة الامريكية لتدرك أبعاد الازمة وتكتشف مؤشرات توحي بمواقف تعكس ابتعاد الادارة الامريكية عن مبادئ حقوق الانسان وممالأتها للطغاة وهو مالا يمكن ان تقبله العدالة الدولية.