12 سبتمبر 2025

تسجيل

هل يتطلع العالم للإسلام لبناء حضارة المستقبل؟

17 سبتمبر 2023

البصيرة ترى الشرر يتطاير في كل أنحاء العالم، ويهدد باشعال النار في حضارة بذلت الأجيال جهودا كبيرة في بنائها، ولكن أين الحكماء الذين يحذرون، ويشكلون رأيا عاما لحماية الإنسانية. هناك الكثير من العلماء الذين يمكن أن يقدموا رؤية جديدة لإنقاذ العالم، لكن النظام الإعلامي العالمي لا يتيح فرصا لمناقشة حرة تشكل أساسا للتغيير السلمي الآمن، ولسماع الأصوات العاقلة التي تقود الجماهير لبناء حضارة جديدة يتمتع فيها الناس بالحرية والعدل. يمكنك أن تتحمل عبء متابعة وسائل الإعلام لمدة قصيرة ؛ لتكتشف أنها تقدم وجوها تريد المحافظة على الوضع القائم الذي لا يقدم أملا للناس، وتبرر الاستبداد والفساد واستخدام القوة لقهر الشعوب ؛ فكان من الطبيعي أن تكره الناس هذه الوجوه الكئيبة، ويتزايد اليأس والإحباط والخوف والغضب. الشعوب تحتاج قيادات جديدة ! نقطة الانطلاق لإنقاذ العالم هي الاعتراف بأن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر، ومن حق الشعوب أن تختار لنفسها قيادات جديدة تقدم رؤية للإصلاح، ولتحرير دول الجنوب من التبعية والاستعمار الجديد، وتقود الشعوب لتحقيق الاستقلال الشامل، واستخدام الثروات لتحقيق تنمية حقيقية. الأحداث في الدول الإفريقية توضح أن الشعوب لم تعد تطيق حياة الذل والقهر والفقر، وأن الضغط على هذه الشعوب سيدفعها للانفجار، وأن هناك ملامح ثورة شاملة في الأفق، وأن استخدام القوة لن يجدي نفعا. وأن هناك حلا وحيدا هو فتح المجال لتغيير سلمي، والاستماع لأصوات جديدة تعبر بكفاءة عن آمال الشعوب، وتكافح لتحقيق الحرية والديموقراطية، وتتيح للجماهير أن تختار نوابها وحكامها في انتخابات حرة نزيهة. الغرب تجمد تفكيره! لكن من الواضح أن الغرب لم يعد قادرا على التفكير خارج صندوق الرأسمالية المتوحشة، وأنه يعمل لتحقيق مصالحه بمساندة الحكام الطغاة الذين يستخدمون قوتهم لقهر شعوبهم، وأن الدول الغربية تتعامل مع قضايا الحرية والديموقراطية بمعايير مزدوجة ضيقة الأفق، وتفتقد الرشد والحكمة. لذلك فقدت الشعوب ثقتها في الانتخابات، وأنها يمكن أن تحقق التغيير السلمي، ولم يعد أمامها سوى الثورة الشاملة التي يمكن أن تستخدم العنف ؛ لأن تلك الثورة تحمل أملا في الحياة والحرية. والدول الغربية مازالت تستبعد هذا الاحتمال، لذلك ستكون المفاجأة قاسية، وستتدفق فيها الكثير من الدماء، ويمكن أن تتعرض أوربا لموجات من الهجرة، وستتحمل المسؤولية الإنسانية عن ضياع الكثير من الأرواح. ضاعت فرصة الربيع العربي لو سمحت الدول الغربية لعلمائها بتقديم رؤية نقدية لمواقفها من ثورات الربيع العربي ؛ لاكتشفت أنها أضاعت فرصة تاريخية كان يمكن أن تشكل تغييرا سلميا آمنا، وأنه كان من الأفضل للعالم كله فتح المجال أمام الشعوب ؛لاختيار قيادات كان يمكن أن تبني مع الغرب علاقات دائمة تقوم على احترام استقلال الدول، وحقها في استثمار ثرواتها لتحقيق التنمية والتقدم. لكن ضعف التفكيرالغربي أدى إلى اشتعال الحروب الأهلية والفقر واليأس وتزايد كراهية الشعوب للغرب الذي حرمها من حقها في الحرية والديموقراطية، والغرب أشعل النار، وسوف يتطاير الشرر قريبا ليحرق غرور القوة والاستكبار العالمي. هناك مؤشرات على أن العالم سيشهد أحداثا خطيرة تهدد وجوده، ويمكن أن تشتعل فجأة نيران حرب عالمية ثالثة، وثورات عنيفة، وحروب أهلية، ومجاعات، ومذابح، ودمار هائل، فهل يتوقف هذا العالم قليلا ليبحث بحكمة عن وسائل للتغيير السلمي ؟!