15 سبتمبر 2025
تسجيليلعب الإعلام الدور الرئيسي في نشر الوعي والثقافة والمعرفة ويعكس قضايا المجتمع ويقيس نبض الشارع عن طريق البرامج والتحقيقات التي يقدمها، وطالما كان دور الإعلام تقديم محتوى إعلامي يؤثر على اتجاهات وسلوك أفراد المجتمع، ولعل دور الإعلام التقليدي تراجع قليلاً بعد أن سحب الإعلام الجديد أو الإعلام الرقمي البساط من البرامج الإذاعية والتلفزيونية والصحف الورقية، فأصبح التوجه للمنصات الرقمية والتي تقدم محتواها بلا حدود ووفقاً لرؤية صاحب المنصة، وبأقل التكاليف الممكنة، لذلك نجد كما هائلا من المحتوى في كل المنصات مما يُصعب الخيارات وقد يُشكك في المصداقية نظراً لعدم وجود مصادر موثوق فيها في بعض الأخبار، وكلما زادت المنصات الرقمية كلما اصبح من الضروري التسلح بالمعرفة السليمة وكلما زادت الحاجة إلى أكاديميين ومتخصصين في المجال الإعلامي التقليدي أو الرقمي، لأن مازالت هناك شريحة كبيرة من المشاهدين يلجأون للقنوات التلفزيونية المعروفة بمصداقيتها لاستقاء الأخبار خاصة وقت الأزمات السياسية والكوارث وغيرها. ومنذ 1996 ومع بدء بث قناة الجزيرة الإخبارية تغيرت مفاهيم الأخبار والتقارير الإخبارية، فقد أحدثت الجزيرة ثورة إعلامية في صناعة الخبر وكسرت قيود حريات الرأي وأطلقت العنان لكل الآراء وقدمت الحقائق وان كانت متناقضة بشكل حيادي لتترك للمتابع تكوين وجهة نظره ورغم كل الانتقادات التي طالتها طوال السبعة وعشرين عاما إلاّ إنها مازالت تتربع على قمة القنوات الفضائية وساهمت في حجز اسم مهم لقطر على الخريطة الإعلامية العالمية. ومن المشاريع الإعلامية المهمة في قطر المركز القطري للصحافة ويقيم المركز طوال العام فعاليات وأنشطة وندوات ودورات موجهة للإعلاميين والمختصين بالمجال الصحفي، ويسعى لتدريب الصحفيين وتأهيلهم خاصة في المجالات السياسية والتي تنقص الإعلاميين في قطر، وربما الأزمة الخليجية التي مرت بها قطر كشفت أن لدينا عددا محدودا من الإعلاميين المتخصصين والأكاديميين في التحليلات الإخبارية والسياسية، ومن هذا المنطلق أقام المركز دورة التحليل السياسي للإعلاميين الأسبوع الماضي وسعدت بترشيحي من قبل جريدة الشرق الغراء لحضورها، وأضافت الدورة لكل الملتزمين بها أدوات ومهارات جديدة، وقدم الدورة الأكاديمي والإعلامي والمحلل السياسي الدكتور عبدالله الشايجي من دولة الكويت والذي يعد من اهم المحللين السياسيين في الخليج، وأهم ما تعلمته في هذه الدورة القدرة على ربط الأحداث وأهمية معرفة التواريخ وقراءة ما يحدث في القمم الخليجية والدولية والتفكر في الخطابات السياسية للرؤساء والتسلح بالمعلومات الهامة عن البلد بدءا من المساحة الجغرافية إلى سياستها الخارجية وإنتاجها من مصادر الطاقة وكيفية استخدامها للقوة الناعمة ودبلوماسيتها التي كسبت بها القلوب والعقول فاستطاعت أن تكون حليفاً وشريكاً مهما للدول العظمى ومنحها الثقة للوساطة بين الدول المتنازعة والسعي للجلوس على طاولة الحوار وإحلال السلام والبعد عن التحركات العسكرية وهذا المبدأ الذي طالما نادت به قطر في خطاباتها الدولية التي ألقاها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في المحافل الدولية ومعالي رئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني حيث ذكر في المحاضرة الأخيرة التي ألقاها في أغسطس الماضي 2023 في سنغافورة أن ( قطر تركز على عملية الوصول للسلام لتعزيز السلام والأمن الدوليين، وقد كان هذا أحد الركائز الرئيسية لسياستها الخارجية لأكثر من 25 عاماً، إن كوننا دولة صغيرة مثلنا مثل سنغافورة يمنحنا الكثير من المزايا في التحرك الدبلوماسي وبناء العلاقات والشبكات مع الجميع.. ). بالإضافة إلى ما يقدمه المركز القطري للصحافة بالتعاون مع المؤسسة القطرية للإعلام لتطوير المهارات الإعلامية للصحفيين والإعلاميين فإن الجهد الأكبر يجب أن يكون من الإعلامي نفسه فيسعى لتطوير مهاراته ويكون على اطلاع دائم بتطور الأحداث، وينمي خزائن معلوماته بالقراءة ولا يتوقف عند عمر معين أو منصب ما، بل على العكس كلما شَغل منصباً مهماً كلما توجب عليه الازدياد في المعرفة والثقافة ومهارات الإلقاء أمام الجمهور والتعبير عن وجهات النظر وهذا لا يأتي إلا من تطوير الذات والمعرفة. •تحية لإدارة التطوير في المؤسسة القطرية للإعلام والمركز القطري للصحافة على اهتمامهم بتطوير الإعلاميين وسعيهم لخلق إعلامي قطري متكامل قادر على الخوض في كافة المواضيع المحلية والدولية وتقديم قطر بالصورة المُشرّفة التي تستحقها.