23 سبتمبر 2025
تسجيلاكتسبت الجولة الثالثة من الحوار الإستراتيجي بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية التي انعقدت في واشنطن، على مدى يومين أهمية استثنائية بالنظر إلى توقيت انعقاد الحوار والقضايا التي تصدرت جدول أعماله والتي بدأت بجلسة افتتاحية ترأسها كل من سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وسعادة السيد مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي. وفي الوقت الذي تتواصل فيه في الدوحة اجتماعات الأطراف الأفغانية التي حضرها وزيرا خارجية البلدين وسط أجواء من التفاؤل بإنهاء صراع امتد قرابة 4 عقود، جاء انعقاد الحوار الإستراتيجي بين البلدين ليحقق التكامل بين المجال السياسي والقطاع الاقتصادي في الإستراتيجية القطرية الأمريكية، حيث شكرت الولايات المتحدة قطرعلى دورها الأساسي في النجاح في حضور ممثلي طالبان للمفاوضات وعلى استضافتها لحفل التوقيع على الاتفاقية التاريخية بين الولايات المتحدة وطالبان في فبراير 2020 والبدء في مفاوضات السلام في أفغانستان. على أن ما يميز النسخة الثالثة من الحوار تناولها مجالات أخرى تهم الجانبين منها التعليم والتنمية والثقافة، فبناء جسور بين الشعوب مما تركز عليه السياسة الخارجية لدولة قطر، خاصة وهي معنية منذ سنوات بجسر الهوة بين أمريكا والعالم الاسلامي ومن هنا كان تبني الحوار لجعل عام 2021 عاما ثقافيا مشتركا يتعرف فيه كلا الشعبين على تراث وثقافة الآخر عن كثب. وما يميز الحوار الإستراتيجي القطري الأمريكي هو تركيزه على أن يكون في خدمة استقرار المنطقة وأمن العالم ورخائه وازدهاره، من خلال اتفاق الطرفين على استخدام الوسائل الدبلوماسية لمعالجة التوترات الحالية في الشرق الأدنى وشرق المتوسط، وأهمية الحوار والدبلوماسية لتخفيف التوتر. إقرار الولايات المتحدة خلال الحوار بالقيادة والوساطة القطرية النشطة لتعزيز السلام والمصالحة في العديد من الملفات، ومشاركتها قطر في قلقها من الوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة واقتناعها بضرورة تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية فيه، يؤكد المكانة التي تحتلها دولة قطر ليس فقط في الإستراتيجية الأمريكية ولكن أمام العالم كله لتحقيق الاستقرار.