14 سبتمبر 2025
تسجيللا يختلف معي أحد بأن الحروب لا تُخلف ازدهاراً ولا حمام سلام يطير في كل مكان ولا يُرفع غصن الزيتون رمز السلام والمحبة والوئام، فهذه أشجار الزيتون في سوريا احترق أكثرها؟ وإنما تترك المآسي والخراب والدمار في كل مكان وتُعطل كل شيء وتستهلك موارد البلاد والعباد وتُرجع عقارب الساعة سنين طويلة إلى الوراء؟ فلقد برزت لنا هذه السنين فئة من البشر شيطانية لا تخاف من الله، تضمر الشر والعداء للشعوب الأخرى بدون أسباب مقنعة، ولا يهمها صلة قرابة ولا جيرة ولا هم يحزنون، ولا هَمَّ لهم سوى تنفيذ الحقد الدفين والحسد على نجاح الآخرين! ولا تحسب للعواقب المدمرة لمثل هذه الأفعال التي لا يقرها الضمير الإنساني ولا شرع الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم الذي أشاع المحبة بين الناس بالتي هي أحسن ولا يجوز بحال أن نعلّق على شماعة الآخرين، فبلانا إنما هو نابع من داخلنا، فمثل ما قالوا "هذا بلى أبوك يا عقاب"! فعندما ترى الذي يجري في اليمن الذي كان سعيداً في يوم من الأيام، ذو الجنان التي ذُكرت في القرآن الكريم، فلقد فعلت فيه الحروب المؤسفة فعلتها وحولته من سعيد إلى حزين باكٍ يئن فيه الأطفال من الجوع وسطوة الأمراض الفتاكة! فكم هو مؤلم عندما ترى صور الأطفال أحباب الله والبراءة التي كانت تملأ وجوههم قد قُتلت، فهم إما جرحى أو قتلى أو مصابون والوهن والضعف جعلهم هياكل عظمية والكبار لا يقلون عنهم وضعاً وسوءاً! فهذه الحرب العبثية لن تترك في اليمن شيئا صالحا، فأصبح اليمن بلد التاريخ والحضارات العظيمة عرضة لجميع أنواع السرقات، بما فيها سرقة مقتنياته التاريخية! فبعض الدول تاريخها معروف منذ نشأتها، وهي كل يوم لها اكتشافات تاريخية قد لا يصدقها مخبول، فهي عرفت بتزوير التاريخ وسرقة حتى الأشجار من اليمن! وكم هو محزن عندما يطمع العربي في أرض أخيه العربي وعينه على خيراتها، ومن يظن أن هذه الدول تريد أن تخلصهم من مكون من مكونات الشعب اليمني الذي رمى نفسه في أحضان إيران، فهو واهمٌ، فهم لن يخرجوا من اليمن وسوف تُقسم الفطيرة بينهم! فاليمن فائق الأهمية وثرواته كبيرة ومتنوعة يسيل لها كل لعاب ويتحكم في منافذ بالغة الأهمية، فالمخطط كبير ليس على اليمن فحسب، بل على كثير من الدول، فلا يستطيع أحد أن يتكهن بما يفكر فيه ساسة هذه الدول أو حلمهم بالعظمة وأنهم قوة جبارة عدداً وعدةً وربما هم أوهن من بيت العنكبوت والسلام!