15 سبتمبر 2025
تسجيلأيام قليلة تفصلنا عن بداية العام الدراسي الجديد 2022 – 2023 وجميع الجهات المعنية بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي على أهبة الاستعداد لاستقبال هذا العام الدراسي المتميز والمتفرد بكل ما تحمله الكلمة من معنى لمصادفة تنظيم بلادنا الحبيبة بطولة كأس العالم قطر 2022، هذا الحدث العالمي الذي تتأهب له كل أجهزة الدولة المختلفة وينتظره المواطن والمقيم بالبلاد بترقب شديد، ومن ضمن هذه الجهات بالتأكيد وزارة التربية والتعليم التي قامت بتعديل جدولة بداية العام وتواريخ امتحانات نصف السنة ونهاية السنة وكذلك على الطلاب بالمدارس ضرورة أن يتهيأوا لكيفية استقبال هذا الحدث الفريد من نوعه على مستوى الشرق الأوسط والعالم العربي والذي قد لا يتكرر على مدى سنوات طويلة قادمة وربما لأجيال قادمة، لما لهذه الاحتفالية العالمية من صدى عالمي كبير. التأهيل الأسري للطلاب لاستقبال العام الجديد لابد أن يكون الطالب جاهزا ماديا ومعنوياً فكما يحضر أدواته من كراسات وأقلام وألوان وما إلى ذلك فعلى الوالدين والأسرة التشجيع والدعم اللازم وشحن همة الأبناء ليكون إيجابيا مقبلا عليه بجد واجتهاد، لكي يستقبل العام الدراسي الجديد بفرح وتفاؤل وحماس لمنحه القوة للبداية الجديدة وكل بداية جديدة تستلزم فرحا وتفاعلاً وطاقة إيجابية للبدء بقوة، ونقطة انطلاقه الأولى ستشكل الكثير من معالم رحلته طوال العام، لأن الكثير من الطلاب يتكاسلون في الأيام الأولى من دراستهم بحجة أن الوقت ما زال مبكرا على شحذ الهمم واستغلال القدرات بحدها الأقصى خاصة أن هذا العام يعتبر أقصر زمنا من الأعوام السابقة ويعتبر متفردا بسبب تخلله تنظيم الدولة لكأس العالم، وهم بذلك يصعبون على أنفسهم كثيرا، وربما كذلك يعرضون أنفسهم لمتاعب مستقبلية. وصفات النجاح للعام الدراسي الجديد إن وصفة النجاح هي بسيطة وسهلة يجب أن تنتبه لها الأسرة وأولياء الأمور مثل عدم تراكم المذاكرة على الطالب لكي لا تصير ثقيلة ترزح تحته وكذلك الاستعداد يحتاج لاستغلال الوقت الاستغلال الأمثل، وتنظيم الوقت بعمل جدول معين للمذاكرة لكن المهم هو تنظيم الوقت ولا يجعل مادة بعينها تطغى على المواد الأخرى بحجة أنه لا يحبها أو أنها صعبة تحتاج لوقت أطول أو لأي سبب آخر، فالطالب لا يستفيد إذا تفوق في مادة بعينها دون المواد الأخرى، وكذلك الاستفادة من أخطاء العام السابق ويجب تذكير الابن منذ بداية العام بدرجاته في المواد للعام السابق وحثه على الاجتهاد لتحسينها وتذكيره بالممارسات الخاطئة التي كان يمارسها في العام الماضي لكي يتحسن مستواه الاستيعابي والعلمي كل حسب مرحلته التي سيقدم عليها سواء في مرحلة الابتدائي أو المتوسطة أو الثانوية خاصة إذا كان في السنة النهائية ومقبلا على امتحان الشهادة الثانوية العامة، ويجب أن تغرز الأسرة في نفس الطالب باستقبال العام الدراسي وهو يتطلع لإنهائه بالتزام وتفوق ويضع نصب عينيه النجاح والتفوق غاية يسعى للوصول إليها وكلما تعب وبذل مجهودا هو لمصلحته وأن الله يكافئ المجتهدين. تهيئة المدارس والمعلمين يجب أن تكون هناك توجيهات معينة للمعلمين بكيفية استقبال الطلاب للعام الجديد في ظروف تنظيم البلاد لبطولة كأس العالم وأن هناك حدثا عالميا سوف تستقبله بلادنا وبالتالي هناك وافدون لحضور هذا الحدث من مختلف دول العالم ويحملون عادات وتقاليد مختلفة عن تقاليدنا وطبائعنا المجتمعية يجب التعامل معها بحكمة، كما لابد من غرز بعض المفاهيم في التعامل في أذهان طلابنا وتكون هناك أوقات مخصصة ضمن جدول الحصص اليومي لكل مرحلة حسب أعمارهم بعكس تقاليدنا وعاداتنا الإسلامية والعربية للوافدين الجدد على بلادنا الذين يزوروننا لأول مرة، ويكون في مقدمة ذلك كيفية التعامل الفردي والتصرفات اليومية أثناء فترة وجود هذه الوفود سواء في المجمعات التجارية الكبرى أو في المرافق والأماكن الترفيهية التي تحتضن تنظيم فعاليات البطولة، وأن تقوم إدارات المدارس بوضع بعض النصائح القيمة التي تساعد الطلاب في عكس هذه القيم التي تتميز بها بلادنا وبالتالي نقل هذه النصائح من الطلاب إلى بقية أفراد أسرهم لاكتمال المنظومة المجتمعية، ويجب أن تكون مدارسنا مهيأة أكاديميا وعلميا لتقديم مادة دسمة لطلابنا لعكس ثقافة بلادنا إلى الوفود القادمة، ومن المعروف أن معظم الوافدين لحضور بطولة كأس العالم يتطلعون لمعرفة ثقافة البلاد خاصة أن وقت المباراة لا يأخذ منهم كل أوقات اليوم وهناك أوقات فراغ يستغلها هؤلاء للتجوال في أماكن معينة للتعرف على معالم الدولة وثقافتها. بلادنا تستحق الأفضل بقدر فرحة الشعب القطري بالفوز بتنظيم بطولة العالم يجب أن نكون على قدر الحدث ونكون مستعدين من مختلف جميع فئات المجتمع ومختلف الجهات المعنية لاستقبال هذا الحدث أفضل استقبال ونعكس للعالم أجمع أن بلادنا تستحق استضافة هذا الحدث العالمي كما نجحت في استضافة الكثير من الفعاليات العالمية والأحداث الكبيرة من قبل، كما أن طلاب المدارس يتشكلون من جنسيات عربية وغير عربية يجب أن يتم توضيح بعض المفاهيم لجميع الطلاب والالتزام بممارسة عاداتنا وتقاليدنا المعروفة لكل العالم من حسن الضيافة وبشاشة الاستقبال لكل الزائرين لأن الانطباع الجيد الذي سيخرج به هذا الزائر من بلادنا سيظل لسنوات طويلة في باله وينقله إلى أي بلد يذهب إليه، وعلى إدارات مدارسنا بمختلف مراحلها تنوير طلابنا بالبرامج التي وضعتها الدولة لاستقبال هذا الحدث العالمي وكيفية الاستمتاع بالفعاليات المصاحبة لهذا الحدث العالمي الفريد والمشاركة الفعالة فيه لكي يعكس التطور الحضاري الذي وصل إليه مجتمعنا المحلي مما يعتبر مؤشرا لإنجاح البطولة. كسرة أخيرة هناك العديد من المبادرات المجتمعية التي انطلقت خلال الفترة الماضية للمساهمة في إنجاح بلادنا لتنظيم بطولة العالم منها (مبادرة زينة) لتجميل المرافق والمباني والشوارع والبيوت التي تقع في الطرق المؤدية إلى أماكن فعاليات تنظيم البطولة، وكذلك مبادرة (أنت مهم) التي انطلقت لشحذ الهمم لكل أفراد المجتمع للمساهمة في إنجاح الحدث، لذلك لابد أن تتفاعل جميع مدارسنا مع هذه المبادرة وإطلاق مبادرات طلابية جديدة متميزة للمساهمة في إنجاح البطولة لما للفئة الطلابية والشبابية من دور هام وحيوي في كل المجتمعات وتنعكس مشاركاتهم الفعالة في عكس الحيوية التي يتمتع بها المجتمع لأنهم يعتبرون العرق النابض على هذه الأرض وهم من يقومون ببنائها ويسعون لازدهارها فلا حياة من دون شباب، ولتتوحد جهودنا في الفترة القادمة لتصب في رفع شأن بلادنا أمام الأمم التي تترقب انطلاق هذا الحدث العالمي الفريد. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية [email protected]