24 سبتمبر 2025
تسجيليتابع العالم التحولات المذهلة في المشهد الأفغاني عقب مغادرة الرئيس أشرف غني والسياسيين الأفغان للعاصمة كابول، وما نتج عن تلك التطورات من فراغ في السلطة تحاول حركة طالبان شغله في ظل فوضى كان عنوانها ما شهده مطار كابول. الحركة أكدت على لسان عناصرها حرصها على تقاسم السلطة في أفغانستان بعد تجربة مسبقة في الحكم، تقول الحركة إنها استوعبت دروسها. وما يجب التأكيد عليه هو ضرورة الانتقال السلمي للسلطة وإحداث تسوية سياسية شاملة وبسط الاستقرار في أسرع وقت ممكن في البلد الذي لم يعرف الاستقرار منذ أكثر من أربعة عقود. وكما أكد سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، فإن من المهم المحافظة على المكتسبات السياسية المترتبة على الاجتماعات واللقاءات التي تمت في الدوحة بين الأطراف الأفغانية لطمأنة الداخل الأفغاني والخروج الآمن للدبلوماسيين الغربيين الراغبين في مغادرة أفغانستان كرسالة للمجتمع الدولي. على أن طمأنة الشعب الأفغاني بعد حالة الهلع التي بدت في مشاهد مطار كابول تشكل التحدي الذي يجب على الأطراف الأفغانية العمل عليه خاصة حركة طالبان لتأكيد الحرص على التسوية السلمية وتحقيق المصالحة الوطنية بين مختلف الفصائل. طالبان باتت تمتلك زمام القيادة في المشهد الأفغاني الآن، وهي مسؤولية مضاعفة ينبغي ترجمتها في شكل قرارات ينتظرها المجتمع الدولي، لتؤكد الحركة انها استوعبت التجربة السابقة في الحكم، وأن طالبان التي حكمت البلاد منذ عام 1996 حتى عام 2001 تختلف عن طالبان التي تعود اليوم إلى حكم أفغانستان بمنطق الشراكة وليس المغالبة، وتبديد مخاوف الشارع الأفغاني والحرص على التعاون مع المجتمع الدولي واحترام كافة المواثيق والقوانين الدولية التي تنظم العلاقات الدولية.