21 سبتمبر 2025
تسجيلمواقف الدول والرجال — على حد سواء — تكشف معادنهم وأصلابهم في الشدائد والمحن؛ ونحسب أنه تصب فى هذا الاتجاه محنة تدني سعر الليرة التي داهمت الاقتصاد التركي هذا الاسبوع؛ والتحرك القطري لانقاذها والمتمثل في الزيارة الخاصة ذات الدلالات القوية التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى أنقرة وإعلان سموه عن استثمارات قطرية في تركيا بقيمة 15 مليار دولار في صورة استثمارات جديدة وودائع وضمانات، مما أدى إلى توسيع مكاسب الليرة مقابل الدولار بنسبة 6 %.‘ وهى خطوة اعتبرها المراقبون حبل نجاة لاقتصاد تركيا‘ التى ترى فيها قطر أميرا وحكومة وشعبا بلدا شقيقا وفيا يقدر معنى الأخوة وواجباتها ‘وهو ما تجلى بوضوح خلال أزمة الخليج ومؤامرة حصار قطر‘ تلك التى مثلما فضحت مواقف ومعادن البعض أظهرت وكشفت أيضا أصلاب البعض الآخر. ومثلما لم تخذل أنقرة الدوحة منذ أكثر من عام ‘ووقفت بكل قوتها إلى جوار قطر تعزز صمودها وتنتصر لها فى مواجهة تداعيات مؤامرة الحصار؛ فان قطر مسلحة بقيم الوفاء وتثمين مواقف الآخرين عندما ينتصرون للحق والحرية؛ التى تنتهجها فى سياساتها لم تخذل تركيا في أزمة الليرة؛ ووقفت بكل قوتها المالية والسياسية أيضا بجانب الأشقاء فى تركيا؛ حتى بدأت تتعافى الليرة وتسترد قوتها فى الأسواق والبورصات العالمية. الموقف القطرى المشرف والمساند لتركيا فى أزمتها نابع إذن من منظومة مبادئ أخلاقية عالية وقناعات سياسية رفيعة المستوى‘ طالما كانت عنوانا بارزا للدبلوماسية القطرية عبر تاريخها ‘ وهى تمد أياديها للأشقاء والأصدقاء بلا مقابل ودون أن تنتظره؛ الأمر الذى كان مبعث الاحترام والتقدير الدوليين للقيادة وللسياسة القطرية. ولعلنا لا نجافي الحقيقة أو الوصف إذا ما اعتبرنا أن قطر بمبادرة الوفاء العظيمة ووقفتها الأخوية الشجاعة مع تركيا؛ والتى أصبحت حديث العالم شرقا وغربا؛ يضاف إليها وعي الشعب التركي الشقيق بخطورة الأزمة وتداعياتها واستهدافاتها؛ إنما كانت أشبه بدحر جديد لمحاولة انقلاب اقتصادي دُبرت وحيكت ضد تركيا؛ بعد دحر المحاولة الانقلابية التى تعرضت لها تركيا منتصف يوليو 2016.