15 سبتمبر 2025
تسجيلتحضر الرياضات المعاصرة في متن الثقافي، وربّما تذهب إلى الإبداعي، بحضورها الأنيق، في حروب صغيرة جميلة، تشغل العالم الذي يستريح من الحرب القذرة، التي تنتصر للغة الدم، فكيف بنا ونحن نتابع الدورات الأولمبية التي تنعقد كلّ سنة كبيسة مرّة، تمامًا كموسم الانتخابات الأمريكية. لا ينقص هذه الجمهرة الإنسانية إلاّ إعلان صارم من الأمم المتحدة، تفرضه القوى المهيمنةـ يقضي بتوقف الحروب، في أيام المسابقات. رغم أن الدورة الأولمبية هذا العام حطّت في أرض السامبا والجمال، إلاّ أن أولمبياد الدم، جار على هذا النشاط الأمميّ، ولكنّ البرازيل تظلّ البرازيل، فهي إلى الآن لم تملأ جيوبها من الميداليات الملوّنة، وتراجعت مراكز إلى الوراء، رفقة الدول النامية رياضيًا. يسجّل للبرازيل حفاوتها بالهامش، فكما حدث في نهائيات كأس العالم 2014، حين أقامت نهائيات موازية لأولاد الشوارع، فقد اهتمّت هذا العام، باستضافة أبطال لاجئين، ضمن المسابقات، وكان منهم السباحة السورية يسرى مارديني، التي نجت من الغرق على شواطئ اليونان، بعدما انقلبت سفينتهم البالية الصغيرة (البلم) وواصلت مع أختها سباحة حتى الشاطئ. في ريو يستعيد العرب، بحدّة أخفّ، سؤالهم التقليدي، عن حضورهم في مثل هذا النشاط، الذي يعدّ مؤشّرًا على تقدم الأمم، إضافةً إلى مضمار الاقتصاد، والتعليم. كما يشير إلى عودة الولايات المتحدة إلى صدارة العالم في هذا النشاط، بعد سنين طويلة كانت الصدارة فيها للاتحاد السوفييت (سابقًا)، مع ظهور قوة جديدة هي الصين التي فازت بالمركز الأوّل عام 2008 في البطولة التي استضافتها. ويبدو أيضًا أن تركيز العالم والإعلام، اتجه مؤخّرًا إلى لعبةٍ بعينها، فرغم تمثيلها في الأولمبياد، إلّا أن أخبار الدوري الأوروبي، أخذت جانبًا كبيرًا من الاهتمام، ولو تمّ دراسة هذا الموضوع، لكان حضور الأولمبياد أقوى. في مقابل الشعار الأولمبي، أعلى أقوى أسرع، يجب أن يتخذ الأدب شعاره في مضماره، مثل: " أنقى أعمق أروع" ففي البلاد التي تركض نحو المجهول على عكّاز، يسمع الناس بين الغارة والغارة، أنّ ذهبية القصف الأجدى، أحرزته طائرة روسية مثلًا. فثمة أولمبياد في بلدي، تتبارى فيه عشرات الميليشيات والأنظمة، على إزهاق الأرواح، ولا أدري من الفريق الفائز بقتل السوري الأخير، عندها سيكون الأولمبياد قد نجح.